Kitab al-Wulat wa Kitab al-Qudat
كتاب الولاة وكتاب القضاة - ت رفن
Penerbit
مطبعة الآباء اليسوعيين
Lokasi Penerbit
بيروت
Genre-genre
كتاب الولاة وكتاب القضاة
تأليف: أبي عمر محمّد بن يوسف الكنديّ المصريّ
مهذّبا ومصحّحا بقلم: رفن كست
1 / 1
صورة العنوان الذي في النسخة المنقول منها:
كتاب
فيه تاريخ مصر وولاتها
تأليف أبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي رحمة الله عليه
وفيه أيضا القضاة الذين تولوا قضاء مصر
تأليف أبي عمر المذكور
برسم العلاّمة الأمير الأجل الاسفهسلار الكبير المجاهد المرابط الأخص المجتبى المختار ثقة الملوك ومشيرهم ومعتمد السلاطين وأمينهم سيد الأتراب ورئيس الأصحاب سعد الدين أبي عبد الله محمد بن الأمير حسام الدين سنقر ابن عبد الله الملكي المعظّمي أدام الله أيامه وحرس إنعامه ورحم الله أسلافه بمحمد وآله
1 / 3
ترجمة المصنف
منقولة من حاشية وجدت على صفحة ١٣٤ من النسخة الاصلية وهي النسخة الفريدة المحفوظة في المتحف البريتاني موسومة بنمرة ٣٢٤،٢٣. ا. د. وجاءت على صفحة ٢ من هذه النسخة حاشية أخرى بعضها مطموس يطابق ما بان منها الحاشية الاولى تقريبا مع بعض الاختلاف في ترتيب الجمل
أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب بن حفص بن يوسف بن نصر بن ابي عامر ابن معاوية بن زيد بن عبد الله بن قيس بن الحارث بن قيس بن ضبيع بن عبد العزّى بن عامر (وأمّ عامر زميلة (^١) وهو عامر بن مالك بن مدلك (^٢) بن عديّ (وامّه تجيب) بن شبيب بن السكر (^٣) بن الاشرس بن كندة المعروف بالكنديّ المصريّ المؤرّخ: له مصنّفات كثيرة في تاريخ مصر وأحوالها ككتاب الخطط و[كتاب] الموالي وكتاب الأجناد العربيّة (^٤) وسيرة مروان بن الجعد (^٥) وأخبار قضاة مصر و(^٦) غير ذلك ولابي الحسن بن زولاق عليه ذيل: كان عارفا باحوال الناس وسير الملوك ومولده سنة ٢٨٣ وتوفّي في ٨ رمضان سنة ٣٥٠ رحمة الله عليه. هكذا ذكر ابن ميسّر في تاريخه وفيه نظر فإنّه قطع كتابه هذا في مصر وولاتها على دخول المعزّ القاهرة سنة ٣٦٢ فكيف يكون وفاته كما ذكر: قال ابو محمد عبد الله بن احمد الفرغانيّ في ذيل تاريخ شيخه محمد بن جرير الطبريّ في ترجمة أبي عمر
_________
(^١) يكون صوابه زميلة كما قيّدناه وهو بالراء في الاصل وقد ذكر في القاموس ان زميلة من بطون تحيب
(^٢) يشتبه فيه لانه من الاسماء المعدومة
(^٣) هو في النويري السكون بن اشرس
(^٤) في موضع من الاصل الغرابا: وفي الموضع الآخر العربي: وهو الكتاب الذي عبر عنه المقريزي بالجند العربي في الخطط (ج ٢ ص ١٤٣)
(^٥) يكون الخليفة مروان بن محمد الجعدي خاله الجعد بن درهم ونسب اليه
(^٦) في الاصل: الى
1 / 4
الكنديّ كان من أعلم الناس بالبلد وأهله وأعماله وثغوره وله مصنّفات فيه وفي غيره من صنوف الاخبار والانساب وكان من جملة أهل العلم بالحديث والنسب عالما بكتب الحديث صحيح الكتابة نسّابة عالما بعلوم العرب وسمع من النسائيّ وغيره وحدّث في آخر عمره وسمع منه وكان يتفقّه على مذهب العراقيين ومولده بعالجة (^١) سنة ٢٨٣ روى [عن] ابن قديد والسنوي (^٢) روى عنه ابو محمد عبد الرحمن بن عمر ابن محمد بن الحسن البزّار (^٣) المعروف بابن النحّاس المصري. قال القراب عن ابي سعيد الماليني سمعت ابراهيم بن نصر يقول ولد ابو عمر الكنديّ سنة ٢٨٣ وتوفي في رمضان يعني سنة خمسين وثلاثمائة: وذكر ابن ميسّر ان ذلك في ٢ رمضان. وذكر الفرغانيّ انه توفي في يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان من السنة. وصلّي عليه في مصلّى عبسون ودفن بمقابر غافق وكندة وسوّي قبره لاطئا بالارض وذيّل ابن زولاق على كتابه امراء مصر وذكر في اوّله انه قطع على ما تقدّم
_________
(^١) كذا في الاصل لا يقرأ
(^٢) كذا في الاصل والارجح للصواب بالنسويّ ثم ان المقصود النسويّ والنسائيّ شخص واحد لانهما نسبتان الى بلد واحد
(^٣) في الاصل البزاز وهو تصحيف
1 / 5
بسم الله الرّحمن الرّحيم
[٢ ب] وبه العون والعصمة
قال أبو عمر هذا كتاب تسمية ولاة مصر ومن ولي الصلاة ومن ولي الحرب والشرطة منذ فتحت إلى زماننا هذا ومن جمع له الصلاة والخراج على اسم الله وعونه وصلى الله على محمد وآله
أبو عبد الله عمرو بن العاص بن وائل بن هشام (^١) بن سعيد (^٢)
ابن سهم بن عمرو بن هُصيص (^٣) بن كعب بن لؤي بن غالب
بن فهر بن مالك وأمّه النابغة بنت خزيمة من عنزة
حدثني السكن بن محمد بن السكن التجيبي قال: حدثنا محمد بن داود بن أبي ناجية المهري [قال]: حدثني زياد بن يونس الحضرمي قال:
حدثني يحيى بن أيوب أن خالد بن يزيد وعبيد الله بن أبي جعفر حدثاه عمن أدركا من مشايخهما وربما قال خالد كان حنش بن عبد الله يقول كان عمرو
_________
(^١) هكذا في الاصل وفي نسختين من النجوم (ج ١ ص ٧٠) اما في التهذيب (ص ٤٧٨) وفي كتاب المعارف (ص ١٤٥) فاسمه هاشم
(^٢) ضبطه سُعَيد في التهذيب (ص ٤٧٨)
(^٣) في الاصل هَصيص وليس بصواب
1 / 6
بن العاص تاجرا في الجاهلية وكان يختلف بتجارته إلى مصر وهي الأدم والعطر فقدم مرة من ذلك فأتى الإسكندرية فوافق عيدا لهم يجتمعون فيه ويلعبون فإذا هموا بالانصراف اجتمع أبناء الملوك وأحضروا كرة (^١) لهم مما عملها حكماؤهم فتراموا بها بينهم وكان من شأنها المتعارف عندهم من وقعت في حجره ملك الإسكندرية أو قالوا ملك مصر فجعلوا يترامون بها وعمرو في النظارة فسقطت الكرة في حجره فعجبوا لذلك وقالوا ما كذبتنا هذه الكرة [٣] قط إلا هذه المرة وأنى لهذا الأعرابي يملك الإسكندرية هذا والله لا يكون. ثم ضرب الدهر حتى فتح المسلمون الشام فخلا عمرو بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب فاستأذنه في المضي إلى مصر وقال: إني عالم بها وبطرقها وهي أقل شيء منعة وأكثر أموالا. فكره أمير المؤمنين الإقدام على من فيها من جموع الروم وجعل عمرو يهون أمرها وقد أمر أصحابه أن يتسللوا بالليل ثم أتبعهم فبعث إليه أمير المؤمنين:
كن قريبا مني حتى أستخير الله. وذلك في سنة تسع عشرة
وأخبرني أبو سلمة أسامة التجيبي قال: كتب إلي محمد داود بن أبي ناجية بذلك. وحدثني علي بن الحسن بن خلف بن قديد الأزدي عن عبيد الله بن سعيد الأنصاري عن أبيه قال: أخبرني ابن لهيعة (^٢) عن يزيد بن أبي حبيب أن عمرو بن العاص كان بفلسطين على ربع من أرباعها
_________
(^١) في الاصل: كوره في هذا الموضع فقط
(^٢) لهيعة هكذا في التهذيب وفي القاموس وفي الوفيات والنسخة القديمة من تاريخ ابن عبد الحكم المحفوظة بالمتحف البريتاني رجّحناه لما عرف به من الضبط الصريح وطريقة الاصل فيه التصغير ابدا كما في عدّة كتب غيره كفضائل مصر وفتوح البلدان للبلاذري
1 / 7
فتقدم بأصحابه إلى مصر فكتب إلى عمر فيه وكان سار بغير إذن فكتب إليه عمر بن الخطاب بكتاب أتاه وهو أمام العريش فحبس الكتاب ولم يقرأه حتى بلغ العريش فقرأه فإذا فيه «من عمر بن الخطاب إلى العاص بن العاص أما بعد فإنه بلغني أنك سرت ومن معك إلى مصر وبها جموع الروم وإنما معك نفر يسير ولعمري لو كانوا ثكل أمك ما تقدمت فإذا جاءك كتابي هذا فإن لم تكن بلغت مصر فارجع» فقال عمرو: الحمد لله أية أرض هذه قالوا: من مصر. فتقدم إلى الفرما وبها جموع الرّوم فقاتلهم [٣ ب] فهزمهم
وذكر ابن لهيعة والليث وابن عفير أن عمرا سار من الفرما فلقيه الروم ببلبيس (^١) فقاتلوه فهزمهم ومضى حتى بلغ أم دنين فقاتلوه بها قتالا شديدا وكتب إلى عمر يستمده ثم أتى إلى الحصن فنزل عليه فحاصره وأمير الحصن يومئذ المندقور الذي يقال له الأعرج .... (^٢) عليه من قبل المقوقس بن قرقب اليوناني والمقوقس إذ ذاك في طاعة هرقل (^٣) ثم قدم عليه الزبير بن العوام في المدد
حدثنا محمد بن زبان بن حبيب الحضرمي [قال]: أخبرنا الحارث بن مسكين قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن عمرو بن العاص قدم مصر بثلاثة آلاف وخمسمائة ثلثهم غافق ثم مد بالزبير بن العوّام في اثني عشر الفا
_________
(^١) هو من الاسماء المختلف فيها وضبط القاموس يوافق نسختنا وذكر في القاموس فتح الباء ايضا قال البكريّ يفتح اوله
(^٢) بياض بالاصل
(^٣) المشهور هرقل وقد جوز القاموس هرقل
1 / 8
حدثنا عبد الملك بن يحيى بن عبد الله بن بكير قال: حدثني أبي عن الليث بن سعد قال: أقام عمرو بن العاص محاصر الحصن إلى أن فتحه سبعة أشهر
وحدثني يحيى بن أبي معاوية التجيبي قال: حدثني خلف بن ربيعة الحضرمي عن أبيه عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال: فتحت مصر في يوم الجمعة مستهل المحرم سنة عشرين
وحدثنا علي بن الحسن بن قديد وأبو سلمة قالا: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح عن أبيه عن ابن لهيعة (^١) عن يزيد بن أبي حبيب قال كان عدة الجيش الذي مع عمرو الذين افتتحوا مصر خمسة عشر ألفا وخمسمائة
وقال عبد الرحمن بن سعيد بن مقلاص كان الذين جرت سهامهم في الحصن من المسلمين اثني عشر الفا [٤] وثلاثمائة بعد من أصيب منهم في الحصار بالقتل والموت
وقال سعيد بن عفير عن أشياخه لما حاز المسلمون الحصن بما فيه أجمع عمرو على المسير إلى الإسكندرية فسار إليها في ربيع الأول سنة عشرين وأمر بفسطاطه أن يقوض فإذا بيمامة قد باضت في أعلاه فقال:
لقد تحرمت بجوارنا أقروا الفسطاط حتى تنقف وتطير فراخها. فأقروا الفسطاط ووكل به أن لا يهاج حتى تستقل فراخها فلذلك سميت الفسطاط فسطاطا. وحاصر عمرو الإسكندرية ثلاثة أشهر ثم فتحها عنوة وهو الفتح الأول ويقال بل فتحها مستهل سنة إحدى وعشرين ثم سار عمرو إلى أنطابلس (^٢) وهي برقة فافتتحها بصلح في آخر سنة إحدى
_________
(^١) في الاصل: ابي لهيعة
(^٢) في الاصل: افطابلس وهو غلط
1 / 9
وعشرين ثم مضى منها إلى أطرابلس فافتتحها عنوة سنة اثنتين وعشرين وقال الليث بن سعد في تاريخه: فتحها سنة ثلاث وعشرين
قال وقدم عمرو بن العاص على عمر بن الخطاب قدمتين
قال ابن عفير استخلف في إحداهما زكرياء بن جهم العبدري (^١) وفي القدمة الثانية ابنه عبد الله بن عمرو وتوفي أمير المؤمنين عمر في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وبايع المسلمون أمير المؤمنين عثمان بن عفان ﵁ فوفد عليه عمرو بن العاص فسأله عزل عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري عن صعيد مصر وكان عمر ولاه الصعيد قبل موته فامتنع عثمان من ذلك وعقد لعبد الله بن سعد [٤ ب] بن أبي سرح على مصر كلها فكانت ولاية عمرو على مصر صلاتها وخراجها منذ افتتحها إلى أن صرف عنها أربع سنين وأشهر فكان على شرطه في ولايته هذه كلها خارجة بن حذافة بن غانم (^٢) بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج (^٣) ابن عدي بن كعب في قول الأشياخ إلا أن سعيد بن عفير قال: دخل عمرو مصر وعلى شرطته زكرياء بن جهم بن قيس بن عبد بن شرحبيل (^٤) بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار قال ثم عزله وجعل مكانه خارجة بن حذافة
_________
(^١) نسبة الى عبد الدار كما يأتي وفي الاصل هنا: العبدويّ
(^٢) في الاصل غابر هنا وغانم فيما بعد وهو الصواب
(^٣) في التهذيب (ص ٥٧٠) عبيد بن عويج وذكر ايضا في الجداول عبيد بن عويح كما في الاصل
(^٤) في الاصل: شرحبيل ولم يذكر القاموس الا شرحبيل
1 / 10
ولاية عبد الله بن سعد بن أبي سرح الحسام بن الحارث بن
حبيب بن جذيمة (^١) بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن
لؤي بن غالب وأمه مهانة بنت جابر من الأشعريين
ثم وليها عبد الله بن سعد من قبل أمير المؤمنين عثمان. حدثنا الحسن بن محمد المديني (^٢) قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير عن الليث بن سعد أن عثمان لما ولي أمر هذه الأمة وعمرو بن العاص على مصر كلها إلا الصعيد فإن عمر بن الخطاب ولى الصعيد عبد الله بن سعد فطمع
عمرو … لما رأى من لين عثمان (^٣) أن يرد عمرو بن العاص لمحاربة منويل ومعرفته بحربهم وطول ممارسته له فردّه واليا على الاسكندريّة فحارب الروم بها حتى افتتحها وعبد الله بن سعد مقيم بالفسطاط على ولايته حتى فتحت الإسكندرية الفتح الثاني عنوة سنة خمس وعشرين ثم جمع لعبد الله ابن سعد أمر مصر كله صلاتها وخراجها فجعل على شرطته [٥] هشام ابن كنانة بن عمر بن الحصين بن ربيعة بن الحارث بن حبيب بن جذيمة (^٤) ابن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي ومكث عبد الله بن سعد
_________
(^١) في الاصل: حبيب بن خزيمة وورد خزيمة في النجوم ايضا ج (١ ص ٨٨) فاتّبعنا التهذيب (ص ٣٤٥)
(^٢) في الاصل: المدني
(^٣) ليس الفصل الذي علمناه في الاصل ومع ذلك لا يستبعد سقوط البعض من قول المصنف والانحراف بيّن ايضا ونتيجة المعنى تفهم من الخطط وهي ان الروم طمعوا في مصر وسار منويل الخصيّ الى الاسكندرية فسأل اهل مصر عثمان ان يرد عمرا (ج ١ ص ١٩٩)
(^٤) في الاصل: حبيب بن خزيمة. وقد تقدّم القول فيه
1 / 11
عليها أميرا ولاية عثمان كلها محمودا في ولايته وغزا ثلاث غزوات كلها لها شأن وذكر فغزا إفريقية سنة سبع وعشرين وقتل ملكهم جرجير (^١) فيقال أن الذي قتله معاوية بن حديج (^٢) وصار سلبه إليه
وحدثني ابن قديد عن عبد الله بن سعيد عن أبيه قال: حدثني ابن لهيعة قال: حدثني أبو الأسود عن أبي أويس مولاهم قال: غزونا مع عبد الله ابن سعد إفريقية في خلافة عثمان سنة سبع وعشرين فبلغ سهم الفارس ثلاثة آلاف دينار والراجل ألف دينار. وغزا عبد الله بن سعد غزوة الأساود حتى بلغ دمقلة وذلك في سنة إحدى وثلاثين فقاتلهم قتالا شديدا وأصيب يومئذ عين معاوية بن حديج وعين أبي سهم بن أبرهة (^٣) بن الصباح [وعين؟] حيويل بن ناشرة (^٤) فهادنهم عبد الله ابن سعد فقال شاعرهم لم تر عيني مثل يوم دمقله … والخيل تعدو بالدروع مثقله (^٥)
فحدثني ابن قديد عن عبيد الله بن سعيد عن أبيه عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أنه قال: ليس بين أهل مصر والأساود عهد إنما كانت هدنة أمان بعضنا من بعض نعطيهم شيئا من قمح وعدس
_________
(^١) في الاصل: حرحير ضبطناه من تاريخ الطبري (ج ١ ص ٢٨١٨)
(^٢) في الاصل: جريج هنا ثم في العبارة التالية حديح عليها تعليقة بيان خديج صح وقد وجدت حاشية اخرى في صفحة ١١ من الاصل بان حديج بضم الحاء وجاء في الآتي حديج مرارا فليراجع ما تقرر في البيان المغرب (ج ١ ص ٩ ح) عن حقيقة هذا الاسم
(^٣) في تاريخ الطبري كذا وفي الاصل أبرهة
(^٤) يقتضى ادخال الواو للتفريق بين الصباح وحيوبل وهما شخصان والاقرب انه اختلط بما قبله
(^٥) في الاصل مثقلة وهو بعيد
1 / 12
ويعطونا رقيقا. قال ابن لهيعة: لا بأس بما يشترى من رقيقهم منهم ومن غيرهم.
قال ابن لهيعة: وسمعت يزيد بن أبي حبيب يقول كان ابي من سبي دمقلة
وغزا عبد الله بن سعد أيضا ذا [٥ ب] الصواري في سنة أربع وثلاثين فلقيهم قسطنطين بن هرقل في ألف مركب ويقال في سبع مائة والمسلمون في مائتي مركب أو نحوها فهزم الله الروم وإنما سميت غزوة ذي الصواري لكثرة صواري المراكب واجتماعها
وأمر عبد الله بن سعد في إمرته بتحويل مصلى عمرو بن العاص:
كان يقابل اليحموم فحوله إلى موضعه اليوم المعروف بالمصلى القديم
حدثنا ابن قديد قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال: حدثنا هانئ بن المتوكل عن ابن لهيعة وراشد بن سعد عن الحسن ابن ثوبان عن حسين بن سقي (^١) عن أبيه أنه لما قدم مصر وأهل مصر قد اتخذوا مصلى بحذاء ساقية أبي عون التي عند المعسكر (^٢) فقال: ما لهم وضعوا مصلاهم في الجبل المقروف (^٣) الملعون وتركوا الجبل المقدس. قال الحسن بن ثوبان: فقدموا مصلاهم إلى موضعه الذي هو به اليوم
ووفد عبد الله بن سعد إلى أمير المؤمنين عثمان حين تكلم الناس بالطعن على عثمان واستخلف على مصر عقبة بن عامر الجهني في قول الليث وغيره وقال يزيد بن أبي حبيب: استخلف عليها السائب بن هشام بن
_________
(^١) في الخطط (ج ٢ ص ٤٥٤): شقي
(^٢) في الخطط (ج ٢ ص ٤٥٤): العسكر
(^٣) يقرأ المقروف وفي الاصل: المعروف
1 / 13
كنانة العامري وجعل على خراجها سليمان بن عمر (^١) التجيبي وكانت وفادته في وجوه الجند في رجب سنة خمس وثلاثين
انتزاء محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس
بن عبد مناف
ثم انتزى محمد بن أبي حذيفة في شوال سنة خمس وثلاثين على عقبة بن عامر خليفة عبد الله بن سعد فأخرجه من الفسطاط ودعا إلى خلع عثمان وحرض عليه بكل [٦] شيء يقدر عليه وأسعر البلاد
حدثنا الحسن بن محمد المديني قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير.
قال: حدثني الليث عن عبد الكريم بن الحارث الحضرمي أن ابن أبي حذيفة كان يكتب الكتب على ألسنة أزواج النبي ﷺ ثم يأخذ الرواحل فيضمرها ثم يأخذ الرجال الذين يريد أن يبعث لذلك معهم فيجعلهم على ظهور البيوت فيستقبلون بوجوههم الشمس لتلوحهم تلويح المسافر ثم يأمرهم أن يخرجوا إلى طريق المدينة بمصر ثم [يرسلون (^٢)] رسلا يخبرون بهم الناس ليلقوهم وقد أمرهم إذا لقيهم الناس أن يقولوا: ليس عندنا خبر الخبر في الكتب. ثم يخرج محمد بن أبي حذيفة [والناس] كأنه يتلقى رسل أزواج النبي ﵇ فإذا لقوهم قالوا: لا خبر عندنا عليكم بالمسجد.
فيقرأ عليهم كتب أزواج النبي فيجتمع الناس في المسجد اجتماعا ليس فيه
_________
(^١) في الخطط (ج ١ ص ٣٠٠) سليمان بن عتر وفي النجوم (ج ١ ص ١٠٣) سليم بن عمير فلا يبعد ان يكون هو سليم بن عثر التجيبي المذكور في كتاب القضاة
(^٢) زيد لإتمام المعنى اخذا بما في الخطط (ج ٢ ص ٣٣٥) مع ان الانسب بالمقام ان يرسلوا
1 / 14
تقصير ثم يقوم القارئ بالكتاب فيقول: إنا لنشكو إلى الله وإليكم ما عمل في الإسلام وما صنع في الإسلام فيقوم (^١) أولئك الشيوخ من نواحي المسجد بالبكاء ثم يقول ثم ينزل عن المنبر وينفر (^٢) الناس بما قرئ عليهم.
فلما رأت ذلك شيعة عثمان اعتزلوا محمد بن أبي حذيفة وبارزوه وهم معاوية ابن حديج وخارجة بن حذافة وبسر (^٣) بن أبي أرطاة ومسلمة بن مخلد الأنصاري وعمرو بن قحزم (^٤) الخولانيّ ومقسم بن [بجرة و] سعد بن مالك الأزدي (^٥) وخالد بن ثابت الفهمي (^٦) في جمع كثير ليس لهم من الذكر ما لهؤلاء وبعثوا سلمة بن مخزمة التجيبي ثم أحد بني زميلة (^٧) إلى عثمان ليخبره بامرهم وبصنيع ابن ابي حذيفة
[٦ ب] حدثنا العباس بن محمد قال: حدثنا عمرو بن سواد قال:
أخبرنا ابن وهب قال: حدثني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ربيعة ابن لقيط قال: سمعت سلمة بن مخزمة قال: لمّا انتزى ابن ابي حذيفة بمصر
_________
(^١) في الاصل: فيقول فاتبعنا الخطط (ج ٢ ص ٣٣٥)
(^٢) في الموضع المشار اليه من الخطط: فيتفرّق
(^٣) في الاصل: بشر وقد ضبطه السيوطي (ج ١ ص ١٠٣) بضم الاول وسكون المهملة ويراجع فيه ايضا تاريخ الطبري (ج ١ ص ٢١٠٩)
(^٤) في الاصل فحزم وفي الخطط محزم باهمال اوله وفي النجوم مخرّم
(^٥) اورد المقريزي في الخطط هذه العبارة: ومقسم بن بجرة وحمزة بن سرح بن كلال وابو الكنود سعد بن مالك الازدي. ومن ثم يستدلّ على حذف في الاصل وان مقسم بن سعد اسم غير حقيقي
(^٦) في الاصل: الفهري اتبعنا الخطط لانه انما يكون خالد هذا المذكور في السيوطي (ج ١ ص ١١٣) منسوبا الى فهم
(^٧) في الاصل: اخذ بني رميلة وهو لا يخلو من تحريف وبنو زميلة بطن من تجيب ذكرها القاموس
1 / 15
بخلع عثمان دعا الناس إلى أعطياتهم قال: فأبيت أن آخذ منه فقدر لي أني ركبت إلى عثمان فقلت: يا أمير المؤمنين إن ابن أبي حذيفة إمام ضلالة كما قد علمت وأنه انتزى عليه بمصر فدعانا إلى أعطياتنا فأبيت أن آخذ منه. قال: قد عجزت إنما هو حقك
وبعث أمير المؤمنين عثمان سعد بن أبي وقاص إليهم ليصلح أمرهم. فحدثني محمد بن عبد الوارث بن جرير قال: حدثنا ياسين بن عبد الأحد بن الليث قال: حدثني أبي عن يحيى بن ايّوب عن يزيد ابن أبي حبيب أن محمد بن أبي حذيفة لما انتزى على عثمان بعث سعد بن أبي وقاص إلى أهل مصر يعطيهم ما سألوا فبلغ ذلك ابن أبي حذيفة فخطبهم ثم قال: ألا إن الكذاب كذا وكذا قد بعث إليكم سعد بن مالك ليقل جماعتكم ويشتت كلمتكم ويوقع التخاذل فيكم فانفروا إليه فخرج إليه منهم بمائة (^١) أو نحوها فلقوه بمرحلة بني سعد وقد ضرب فسطاطه وهو قائل فقلبوا (^٢) عليه فسطاطه وشجوه وسبوه فركب راحلته وعاد راحلا من حيث جاء وقال لهم: ضربكم الله بالذل والفرقة وشتت امركم وجعل بأسكم بينكم ولا أرضاكم بامير (^٣) ولا أرضاه عنكم
حدثني محمد بن موسى الحضرمي (^٤) قال: حدثني أحمد بن يحيى بن عميرة الجذامي قال: حدثنا عبد الله بن يوسف عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي
_________
(^١) يقرب ان الصواب مائة
(^٢) في الاصل: فليقلبوا (راجع الخطط ج ٢ ص ٣٣٥)
(^٣) في الاصل: بأمر
(^٤) في الاصل: الخضري
1 / 16
حبيب قال: انتزى محمد بن أبي حذيفة على الإمارة [٧] فأمر على مصر وتابعه أهل مصر طرا إلا أن يكون عصابة منهم معاوية بن حديج وبسر بن أبي أرطاة
وحدثني ابن قديد عن عبيد الله بن سعيد عن أبيه عن ابن لهيعة عن يزيد بن ابي حبيب قال: وأقبل عبد الله بن سعد حتى إذا بلغ جسر القلزم وجد به خيلا لابن أبي حذيفة فمنعوه أن يدخل فقال: ويلكم دعوني أدخل على جندي فأعلمهم بما جئت به فإني قد جئتهم بخير. فأبوا أن يدعوه فقال: والله لوددت أني دخلت عليهم فأعلمتهم بما جئت به ثم مت. فانصرف إلى عسقلان وكره أن يرجع إلى عثمان فقتل عثمان وهو بعسقلان ثم مات بها. وأجمع محمد بن أبي حذيفة على بعث جيش إلى عثمان. فحدثني محمد بن موسى قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن عميرة قال: حدثنا عبد الله بن يوسف عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن محمد بن أبي حذيفة قال: من يشترط (^١) في هذا البعث. فكثر عليه من يشترط فقال: إنما يكفينا منكم ستمائة رجل. فاشترط من أهل مصر ستمائة رجل على كل مائة منهم رئيس وعلى جماعتهم عبد الرحمن بن عديس البلوي وهم كنانة بن بشر بن سلمان (^٢) التجيبي وعروة بن شتيم (^٣) الليثي وأبو عمرو بن (^٤) بذيل بن ورقاء الخزاعي وسودان بن أبي رومان الأصبحيّ (^٥) ودرع بن يشكر
_________
(^١) في الخطط: (ج ٢ ص ٣٣٥) يتشرط
(^٢) في الموضع المشار اليه من الخطط: سليمان
(^٣) في الخطط: سليم
(^٤) اخذنا هذا الاسم من الخطط لان الكتابة في الاصل مبهمة لا تقرأ
(^٥) في الخطط: سودان بن ريان الاصبحي
1 / 17
اليافعي (^١) قال يزيد بن أبي حبيب: وسجن رجال من أهل مصر في دورهم منهم بسر بن أبي أرطاة ومعاوية بن حديج فبعث ابن أبي حذيفة إلى معاوية بن حديج وهو أرمل (^٢) ليكرهه على البيعة فلما رأى ذلك كنانة بن بشر وكان [٧ ب] رأس الشيعة الأولى دفع عن معاوية بن حديج ما كره ثم قتل عثمان ﵀ وكان قتله في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ثم أن الركب انصرفوا إلى مصر فلمّا دخلوا الفسطاط ارتجز مرتجزهم
خذها إليك واحذرن (^٣) … أبا حسن
إنا (^٤) نمر الحرب إمرار الرسن
بالسيف كي نخمد نيران الفتن (^٥) …
قال يزيد بن أبي حبيب: فلما دخلوا المسجد صاحوا إنا لسنا قتلة عثمان ولكن الله قتله فلما رأى ذلك شيعة عثمان قاموا وعقدوا لمعاوية بن حديج عليهم وبايعوه فكان أول من بايع على الطلب بدم عثمان وفيهم يحيى بن يعمر الرعيني ثم العبلي فسار بهم معاوية بن حديج إلى الصعيد فبعث إليهم بن أبي حذيفة خيلا فالتقوا بدقناش (^٦) من كورة البهنسي (^٧) فهزم أصحاب ابن ابي
_________
(^١) في الخطط: ذرع بن يشكر النافعيّ
(^٢) في الخطط: ارمد. وهو الصحيح على الظاهر
(^٣) في الاصل: احذروا ويكون تحريف احذرا
(^٤) في الاصل: انما
(^٥) في الاصل: كلمة مغلطة لا يعرف المقصود بها وقبلها نحمد نيران مع علامة اهمال الحاء وورد هذا الشعر في الخطط (ج ١ ص ٣٣٥)
(^٦) في الاصل: بدقياس وفي التحفة السنية (ص ١٦٦،١٧٠) وفي الانتصار (ج ٥ ص ٧) دقناش
(^٧) في الاصل: المبهنسا
1 / 18
حذيفة ومضى معاوية بن حديج حتى بلغ برقة ثم رجع إلى الإسكندرية ثم إن ابن أبي حذيفة أمر بجيش آخر عليهم قيس بن حرمل اللخمي وفيهم ابن الجثما البلوي فاقتتلوا بخربتا أول يوم من شهر رمضان سنة ست وثلاثين فقتل قيس بن حرمل وابن جثما واصحابهما وسار معاوية ابن أبي سفيان إلى مصر فنزل سلمنت من كورة عين شمس في شوال سنة ست وثلاثين فخرج إليه ابن أبي حذيفة وأهل مصر ليمنعوا معاوية وأصحابه أن يدخلوها فبعث إليه معاوية: إنا لا نريد قتال أحد إنما (^١) جئنا نسأل القود بدم عثمان ادفعوا الينا قاتليه عبد الرحمن ابن عديس وكنانة بن بشر وهما رأسا القوم. فامتنع ابن أبي حذيفة وقال: لو طلبت منا [٨] جديا رطب السرة بعثمان (^٢) ما دفعناه إليك. فقال معاوية بن أبي سفيان لابن أبي حذيفة: اجعل بيننا وبينكم رهنا فلا يكون بيننا وبينكم حرب.
فقال ابن أبي حذيفة: فإني أرضى بذلك. فاستخلف ابن أبي حذيفة على مصر الحكم بن الصلت بن مخزمة بن المطلب بن عبد مناف وخرج في الرهن هو وابن عديس وكنانة بن بشر وأبو شمس (^٣) بن أبرهة الصباح وغيرهم من قتلة عثمان فلما بلغوا لد سجنهم معاوية بها وسار إلى دمشق فهربوا من السجن إلا أبو شمس بن أبرهة فقال: لا أدخله أسيرا وأخرج منه آبقا (^٤). وتبعهم صاحب فلسطين فقتلهم فأتبع عبد الرحمن بن عديس رجل من الفرس فقال له عبد الرحمن: اتق الله في دمي فإني بايعت النبيّ
_________
(^١) في الاصل: انا
(^٢) في الخطط: ارطب السرة بعثمان (ج ٢ ص ٣٣٦) وفي الاصل: رطبا بسره لعثمن
(^٣) في الخطط: ابو شمر وهو الاقرب للظن
(^٤) كذا في الخطط: وفي الاصل: ايضا. اعتبرنا الثاني تصحيف الاول
1 / 19
ﷺ تحت الشجرة. فقال له: الشجر في الصحراء كثير وقتله
وأخبرني ابن قديد عن يحيى بن عثمان بن صالح عن ابن عفير عن الليث قال: قال محمد بن أبي حذيفة في الليلة التي قتل في صباحها. هذه الليلة التي قتل في صباحها عثمان فإن يكن القصاص لعثمان فسنقتل في غد.
فقتل في الغد وكان قتل ابن أبي حذيفة وابن عديس وكنانة بن بشر ومن كان معهم في الرهن في ذي الحجة سنة ست وثلاثين
ولاية قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن ابي حزيمة (^١)
ابن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعده بن كعب بن الخزرج
ثم وليها قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري من قبل امير المؤمنين عليّ بن ابي طالب [٨ ب] ﵁ لما بلغه مصاب ابن أبي حذيفة بعثه عليها وجمع له الصلوة والخراج فدخلها مستهل شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين فجعل على شرطته السائب بن هشام بن كنانة فاستمال قيس بن سعد الخارجية بخربتا وبعث إليهم أعطياتهم ووفد عليه (^٢) وفدهم فأكرمهم وأحسن إليهم
فحدثني محمد موسى الحضرمي قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن عميرة قال: حدثنا عبد الله بن يوسف عن ابن لهيعة عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب (^٣) قال: كانت مصر من جيش علي فأمر عليها قيس بن سعد وكان
_________
(^١) في الاصل: خزيمة وقد صرح التهذيب (ص ٢٧٤) عن ضبطه بفتح الحاء المهملة
(^٢) في الاصل: عليهم
(^٣) ورد مثال هذه الرواية في تاريخ الطبري (ج ١ ص ٣٢٤١) عن يونس عن الزهري وهو ابن شهاب
1 / 20
من ذوي الرأي والبأس (^١) إلا ما غلب عليه من أمر الفتنة فكان معاوية وعمرو جاهدين أن يخرجاه (^٢) من مصر فتغلب على أمرها وكان قد امتنع منهما بالدهاء والمكايدة فلم يقدرا على أن يلجا مصر حتى كاد معاوية قيسا من قبل علي فكان معاوية يحدث رجالا من ذوي الرأي من قريش فيقول: ما ابتدعت (^٣) من مكايدة قط أعجب إلي من مكايدة كدت بها قيس بن سعد حين (^٤) امتنع مني قيس قلت لأهل الشام: لا تسبوا قيسا ولا تدعوا إلى غزوه فإن قيسا لنا شيعة تأتينا كتبه ونصيحته ألا ترون ماذا يفعل بإخوانكم النازلين عنده بخربتا يجري عليهم أعطياتهم وأرزاقهم ويؤمن سربهم ويحسن إلى كل راكب يأتيه منهم قال معاوية: وطفقت اكتب بذلك إلى شيعتي من أهل العراق فسمع بذلك جواسيس علي بالعراق فانهاه إليه محمد بن أبي بكر الصديق وعبد الله بن جعفر فأتهم [٩] قيسا فبعث إليه يأمره بقتال أهل خربتا وبخربتا يومئذ عشرة آلاف فأبى قيس أن يقاتلهم وكتب إلى علي أنهم وجوه أهل مصر واشرافهم واهل الحفاظ وقد رضوا منّي بان أؤمّن سربهم وأجري عليهم أعطياتهم وأرزاقهم وقد علمت أن هواهم مع معاوية فلست مكايدهم بأمر أهون من الذي أفعل بهم وهم أسود العرب منهم بسر بن أبي أرطاة ومسلمة بن مخلد ومعاوية بن حديج فأبى عليه إلا قتالهم فأبى قيس أن يقاتلهم وكتب إلى علي:
إن كنت تتهمني فاعزلني وابعث غيري. فبعث الاشتر
_________
(^١) في الاصل: من الناس والتصحيح من تاريخ الطبري
(^٢) في الاصل: يخرجا
(^٣) في الاصل: ابتدعته
(^٤) في الاصل: حتى والتصحيح من الخطط (ج ١ ص ٣٣٦)
1 / 21