ودخل فتحي إلى مكتب الوزير، وما لبث أن عاد ليأذن لشهاب بلقاء الوزير.
ولم يكن شهاب هيابا من هذا اللقاء؛ فلقاءاته لفؤاد باشا جعلته مهيأ للقاء ذوي الوجاهة والنفوذ، قال له الوزير: أنت خريج هذا العام أليس كذلك؟ - نعم يا معالي الباشا. - سأعينك في مكتبي كما وعدت فؤاد باشا، وسيخبرك الأستاذ راشد حمدي الجوهري مدير مكتبي عن اختصاصاتك فهو الذي سيكون رئيسك المباشر. - شكرا يا معالي الوزير ربنا يطيل عمرك، أستأذن أنا. - انتظر دقيقة.
ودق الوزير أحد الأجراس المصفوفة على مكتبه وسرعان ما دخل فتحي مبروك. - أوامرك يا معالي الباشا. - اكتب قرار تعيين للأستاذ، ما اسمك؟ - شهاب متولي وهدان يا معالي الباشا.
واستأنف الوزير أوامره: واصحبه للأستاذ راشد الجوهري وقل له إنني عينته بمكتبي. - أمرك يا معالي الباشا. - مع السلامة.
ولكن شهاب أصر أن يعيد الدعاء. - ربنا يطيل عمرك يا معالي الباشا، وأرجو الله أن أكون عند حسن ظنك بي.
وقال الوزير: ادع لفؤاد باشا فهو صاحب الفضل عليك.
مع السلامة.
وخرج فتحي وشهاب من مكتب الوزير، ولم يتوان فتحي في تنفيذ التعليمات التي صدرت إليه من الوزير فصحب شهابا إلى راشد الجوهري وقدم إليه شهابا، وأخبره أن معالي الوزير امر بتعيينه بالمكتب، وكان راشد رجلا طويل القامة عريض الكتفين في غير سمن، بينما كان فتحي نحيفا غاية النحافة، أما شهاب فكان ممشوق القوام منسجم القسمات لا هو بالطويل ولا القصير، كما أنه ليس بالنحيف ولا الممتلئ.
قال له راشد: يا مرحبا يا أستاذ شهاب ما شهادتك؟ - زراعة يا افندم. - عليا أم متوسطة؟ - عليا يا افندم. - عظيم، ستعين إذن على الدرجة السادسة. - المهم أن ترضى سعادتك عني يا افندم. - اقعد.
والتفت إلى فتحي وقال له في صيغة أمر: اذهب أنت يا فتحي واستوف إجراءات التعيين.
Halaman tidak diketahui