فواز صالح ابن الحاجة حسنية الصعيدي، التي كانت تقوم بحلب البقر والجاموس في بيت الحاج عبد الهادي. وبما هذه الصلة وجدت حكاية فواز تقحم نفسها في الحديث عن منصور. جمعت العمال الأربعة ليلة ليلاء لا يملكون فيها ما يشتري سيجارة، وقال قائلهم: أهذا كلام؟ أربعة شباب مثل الورد لا يجدون ثمن زجاجة كونياك؟! طيب نقول إن قرش الحشيش بالشيء الفلاني، أنعجز عن شراء زجاجة كونياك؟! - من قال إننا مثل الورد؟ إننا مثل الزفت السائح، مثل القطران، وهل هناك أخبث منكم؟ أقصد منا جميعا. - وماذا نعمل؟ - كثير. - مثل ماذا؟
مثل يا سيدي المرأة الحاجة جميلة الصيرفي، أم الولد كامل الصيرفي، الذي يعمل طبيبا بمصر، والذي يكاد يعن من الكبر، المرأة وحدها، وعندها صيغة وأموال و... - حاسب، حاسب ماذا تقصد ؟ - ألم تفهم ما أقصد؟ - تقصد يعني؟ - نعم أقصد يعني. - أهذا معقول؟ - انتظر. كم الساعة الآن؟ - التاسعة. - سأستلف ثمن زجاجة كونياك ونفكر في الموضوع.
وكانت الزجاجة الكلمة الأخيرة في النقاش، وهجم أربعتهم على السيدة العجوز، وقاومت فكبلوها، وضربها أحدهم بعود حديد استخلصه من كرسي أسيوطي، وتم القتل.
وقبل أن يطلع الصباح كان الشرطة قد توصلوا إلى الجناة الأربعة وألقوا القبض عليهم.
إلى من تذهب حسنية الصعيدي؟
فواز اعترف اعترافا كاملا في محضر الشرطة وفي النيابة، وكان يرافقه أمين عبد الصادق محاميا من المكتب، حتى إذا تمت التحقيقات وجاءت حسنية إلى المكتب قال لها منصور: يا خالة حسنية، أليس لك ابن نال الإعدادية، وأظنه يعمل بالمديرية؟! - نعم، خضير. الحاج عبد الهادي الله يرحمه هو الذي عينه. - أحضريه معك وتعالي بكرة.
وفي اليوم التالي: اسمع يا خضير، أنا لم أرد أن أقول لأمك وحدها الكلام الذي سأقوله لك. - تفضل يا أستاذ. - أخوك اعترف. - نعم. - وارتكب الجريمة. - نعم. - أنا لا دفاع عندي عنه إلا حالة السكر، ولكنني لا أستطيع أن أكذب، فإن يمين المحاماة يمنعنا من الكذب. - يمين ماذا يا أستاذ؟ - ألم تسمع؟ - يا أستاذ منصور، أنت لا تعرف مكانتك عندنا. - مكانتي، هذا لأنني صادق. - بصرف النظر. - وما دخل مكانتي فيما نتكلم فيه؟ - أقصد أن هذه قضية يتمناها كبار المحامين، وسعادتك تبدأ حياتك.
ثم التفت إلى أمه: أمه، قولي له الأستاذ صدقي البحراوي قال لك ماذا. - وحياتك يا سي منصور قال لي أدفع ألف جنيه وأترافع في هذه القضية.
وقال منصور: أنا لا شأن لي بالآخرين. الكلام لك يا خضير، إذا قبلت أن أترافع معتمدا على السكر البين قبلت القضية، وإلا فأنا معتذر. - لا حول ولا قوة إلا بالله، قضية ستجعل اسمك كالطبل تعتذر عنها، هل أحد يصدق؟ وتقول اليمين يمنعك من الكذب. أهذا كلام؟ المهم، أمرك، سلام عليكم.
التفت منصور إلى حسنية: لا تزعلي مني يا خالة حسنية، كان لا يمكن أن أجعلك تفهمين، بل إنك لا شك حتى الآن لا تفهمين موقفي . لا عليك، أمري إلى الله. هكذا خلقت. - والله يا بني أنا لا أفهم شيئا. - لا عليك. - المهم هل ستترافع في القضية أم لا؟ - خضير سيفهمك على كل شيء. - هيا يا أمه، سأخبرك، هيا يا أمه، لا حول ولا قوة إلا بالله. •••
Halaman tidak diketahui