بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الأوّل في فضلها ومتعلقاتها وفيه عشرة فصول
1 / 17
" الفصل الأوّل في أسمائها "
هي كثيرة وقد ذكرتها مرتبة على حروف المعجم الأوّل فالأوّل مستقصاة لأن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى وزدت على شيخ مشايخنا المجد اللغوي أسماء مميزة برقم ز فبلغت خمسة وتسعين اسما " أثرب " بالفتح وإسكان المثلثة وكسر الراء ثم وحدة لغة في يثرب اسم من سكنها أولا سميت به أرض المدينة كلها عند
1 / 19
أبي عبيدة أو هي فقط عند أبن عباس أو ناحية منها لقول محمد بن الحسن
1 / 20
المعروف بابن زبالة أحد أصحاب مالك وكانت يثرب أم قرى المدينة وهي ما بين طرف قناة إلى طرف الحرف أي من المشرق إلى المغرب وما بين المال الذي يقال له البرقي إلى زبالة أي من الشام إلى القبلة
1 / 21
زاد المطري في النقل عنه وكان بها ثلاثمائة صائغ من يهود وذلك إنما ذكره أبن زبالة في زهره والجهة التي سماها بيثرب مشهورة اليوم بهذا الاسم شاميّ المدينة بها نخل غربي مشهد سيدنا حمزة وشرقي الموضع المعروف بالبركة مصرف عين الأزرق وربما قالوا فيها أثارب وبه عبر البرهان بن فرحون في منسكه قال المطري وكانت منازل بني حارثة وفيهم نزل قوله تعالى في يوم الأحزاب وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب الآية فيترحح به القول الثالث وذلك إنّ قريشا ومن معهم
1 / 22
نزلوا يوم الأحزاب ويوم أحد برومة وما والاها قرب منازل بني حارثة من الأوس وبني سلمة من الخزرج وكان الفريقان معه ﷺ ولذلك خافوا على دراريهم وديارهم يوم أحد فنزل فيهما إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما
1 / 23
قال عقلاؤهم ما كرهنا نزولها لتولى الله إيانا أهم وفيه نظر سنبينه وقيل القائل لبني حارثة يا أهل يثرب لا مقام لكم أوس بن قيظي ومن معه نعم يرجح الثالث قول عمر بن شبة النميري قال أبو غسان وكان بالمدينة في الجاهلية سوق بزبالة في الناحية التي تدعى يثرب
1 / 24
" قلت " وإطلاقه على المدينة مع ذلك صحيح ثابت أمّا وضع لها أو من إطلاق اسم البعض على الكل والمشتهر من باب عكسه وروى أبن شبة نهيه ﷺ عن تسمية المدينة يثرب فليستغفر الله هي طابة
1 / 25
وما في الآية السابقة حكاية عن المنافقين ولذا قال عيسى بن دينار المالكي من سماها يثرب كتبت عليه خطيئة وكرهه بعضهم أمّا لأنه من الثرب محركا وهو الفساد أو من التثريب وهو المؤاخذة بالذنب والتوبيخ عليه أو لكونه اسم كافر لكن في الصحيحين في حديث الهجرة فإذا هي المدينة يثرب
1 / 26
وفي رواية لا أراها إلا يثرب وقد يجاب بأنه قبل النهي. " أرض الله " لقوله تعالى (ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها) قال جماعة المراد المدينة أرض الهجرة لحديث فيه. " أكالة البلدان ". " أكالة القرى " لحديث أمرت بقرية تأكل
1 / 27
القرى أي لغلبتها الجميع فضلا وتسلطها وافتتاحها بأيدي أهلها فغنموها وأكلوها ز " الإيمان " لقوله تعالى في الأنصار (والذين تبوّءا الدار والإيمان)
1 / 28
قال عثمان بن عبد الرحمن وعبد الله بن جعفر سمى الله المدينة لدار والإيمان أي لأنها مظهر الإيمان ومصيره وعن أنس بن مالك أنّ ملك الإيمان قال أنا أسكن المدينة فقال ملك الحياء وأنا معك. "
1 / 29
البارّة " بالتشديد أيضا لكثرة برها لأهلها خصوصا ولجميع العالم عموما إذ بها منبع الفيض والبركات " البحرة " بالفتح وسكون المهملة " البحيرة " تصغير ما قبله. " البحيرة " بالفتح ثم الكسر نقلت ثلاثتها عن منتخب كراع والاستبحار السعة لأنها من المتسع من الأرض وقول سعد لقد اصطلح أهل هذه
1 / 30
البحيرة بالتصغير في رواية الصحيح يعني المدينة قال عياض ويروى بالفتح على غير التصغير ويقال البحر أيضا بغير ياء ساكن الحاء وأصله القرى وكل قرية بحرة اه. " البلاط " جاء عن أبن خالويه لكثرته بها واشتمالها على موضع يعرف به.
1 / 31
" البلد " قال الله تعالى (لا أقسم بهذا البلد) قبل المدينة وقيل مكة والبلد لغة الصدر والقرية. " بيت الرسول ﷺ " قال الله تعالى (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق) أي المدينة لاختصاصها به اختصاص البيت بساكنه وقيل من بيته بها.
1 / 32
" تندد " بالمثناة الفوقية والنون وإهمال الدالين كجعفر. " تندر " براء بدل الدال الأخيرة كما سيأتي في يندر بالمثناة التحتية " الجابرة " كما في حديث للمدينة عشرة أسماء لجبرها الكثير وإغنائها الفقير وتجبر على الإذعان لمطالعة بركاتها وجبرت البلاد على الإسلام.
1 / 33
" جبار " كحذام رواه أبن شبة بدل الجابرة في حديثه ز " الجبارة " نقل عن التوراة. " جزيرة العرب " لقول
بعضهم إنها المراد بحديث أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وسيأتي أنه ﷺ التفت إلى المدينة وقال
1 / 34
إنّ الله برأ هذه الجزيرة من الشرك
1 / 35
" الحبيبة " لحبه ﷺ لها ودعائه به
1 / 36
" الحرم " لتحريمها وفي الحديث المدينة حرم وفي رواية حرم آمن. " حرم رسول الله ﷺ " لأنه الذي حرمها وفي الحديث من أخاف أهل حرمي أخافه الله وفي آخر حرم إبراهيم مكة وحرمي
1 / 37