Ringkasan Sejarah Yunani dan Rom
خلاصة تاريخ اليونان والرومان
Genre-genre
وبعد موت ماريوس عاد سلا إلى رومية بجيش عظيم ودعى نفسه سلطانا، ووضع شريعة لم يبق في رومية غيرها، وأقر أيضا على ذبح كل أعدائه فقتلوا وجيء برءوسهم إليه، وبعد أن سفك ما شاء من الدماء تنازل عن الملك، فتعجب الناس لذلك، لكنهم لم يأسفوا، وبعد قليل مات سلا ولم يحزن عليه الشعب كثيرا.
كنيوس بومبيوس ويوليوس قيصر
لو كان الرومانيون في أيام ماريوس وسلا ميالين إلى الحرية كما كانوا قبلا لما أمكنهم احتمال استبدادهما، لكنهم كانوا قد انصرفوا بكليتهم إلى الترف والبذخ بما اكتسبوه من فتوحاتهم في العالم، وبالنسبة لتتابع الحروب اعتادوا المبالغة في إكرام رجال الحرب فنتج عن ذلك خضوع العساكر لقوادهم خضوعا أعمى، وكان الشعب الروماني كله عساكر، وهذا ما جعل الأمة الرومانية شديدة البأس ظافرة على أعدائها، وكان سببا في استعباد تلك الأمة لكبار قوادها.
فبعد موت سلا وماريوس ظهر بومبيوس وقيصر، فكان بومبيوس أكبر سنا من قيصر، وهو الذي اشتهر بغلبة متريدانس وأمم أخرى، وأخضع خمس عشرة مملكة وافتتح ثمانمائة مدينة.
وكان يوليوس قيصر أجمل إنسان في رومية، وقد حارب الغاليين والجرمانيين والبريطانيين، وتغلب على ثلاثة ملايين من الناس وقتل مليونا، وكانت عساكره يعبدونه فقام بينه وبين بومبيوس ما قام بين سلا وماريوس، وأخذ كل منهما يجمع إليه جندا حتى ضاقت المملكة بمقاصدهما، ولم يبق جندي من جنود الرومانيين لم يستعد للحرب.
فالتقى الجيشان في فرساليا من تساليا، وكان القسم الأعظم من جيش بومبيوس من شبان الرومانيين الأشراف الذين لم يعتادوا ركوب الأهوال، وكانوا جميلي الصورة، وربما كان ذلك السبب في انكسار بومبيوس؛ لأن قيصر أمر رجاله وكانوا أشداء محنكين في الحروب أن يوجهوا نبالهم إلى وجوه أعدائهم، فخاف أولئك الشبان أن تشوه وجوههم فيذهب جمالهم، فحولوا الأعنة وطلبوا الفرار، فتم النصر لقيصر وفر بومبيوس إلى مصر، ولكنه قتل هناك وجيء برأسه إلى قيصر فحول قيصر وجهه لتأثره من ذلك المنظر المرعب، ولما رأى نهاية حياة ذلك القائد على تلك الصورة بكى.
اختلاس قيصر للسلطة العليا
فلما علمت المشيخة الرومانية بانتصار قيصر قدموا تشكرا مقدسا للآلهة، وعهدوا إليه السلطة العليا طول حياته ولقبوه بواضع الشريعة، وصرحوا بأن شخصه مقدس وحرمته واجبة، وجعلوا تمثاله بين تماثيل الآلهة والأبطال في الكبنول قرب تمثال جوبيتر، وكتبوا عليه «تمثال قيصر نصف الإله»، ولا شك أن ذلك يدل على استعباد الرومانيين.
ولم يعد لدى قيصر إلا مطمع واحد وهو لقب الملك، فسعى في اكتساب حزب العساكر والشعب لعله ينال بغيته بواسطتهم، وأنفق في سبيل ذلك مبالغ عظيمة في الاحتفالات والزين استجلابا لرضاء الشعب، ومن جملة ذلك وليمة دعا إليها الشعب الروماني كافة، فنصب في شوارع رومية اثنتين وعشرين ألف مائدة عليها كل أنواع الطعام اللذيذ والشراب الفاخر، وجعل لأصغر صعلوك من الشعب الحرية التامة يجلس ويتناول ما أراد من الطعام والشراب، وكان الرومانيون إذ ذاك قد فقدوا عزة النفس التي كانت في آبائهم، واستسلموا إلى الذل ورضوا بحكومة أي كان بشرط أن يطعمهم ما يشتهونه ويمتعهم بالمناظر الجميلة كما فعل قيصر، ولا يخفى أيضا أن قيصر كان عزيز النفس وديعا وذلك ما حبب الشعب إليه، فارتاحوا إلى أن يشاهدوه في الأماكن العمومية جالسا على كرسي مذهب وعلى رأسه تاج من ذهب، ولو أراد هو أن يسجدوا له ويعبدوه لأطاعوا.
وكان بين الرومانيين شرذمة يحبون الحرية المجردة، وكان بعضهم يبغضون قيصر حسدا منه فاتفقت هاتان الفئتان على إهلاكه بإغراء اثنين وهما زعيما تلك الفعلة، واسمهما بروتوس وكاسيوس، وكان بروتوس يحب الحرية حبا شديدا، ويحب رومية ويحب أيضا قيصر وقيصر كان يحبه، ولكنه ساعد في قتله إنقاذا لبلاده من الاستعباد، أما كاسيوس فكان فعله بغضا بقيصر.
Halaman tidak diketahui