فرعان
الأول: إذا قيل عن الصحابي يرفعه أو يرويه أو ينميه أو يبلغ به، فهو كناية عن رفعه، وحكمه حكم المرفوع صريحًا، كحديث الأعرج عن أبي هريرة " تُقَاتِلُونَ قَومًا صِغَار الأَعْيُن" (١).
وكحديثه عن أبي هريرة يبلغ به " النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيشٍ " (٢).
الثاني:
قول الصحابي "أُمِرنا بكذا أو نُهِينا عن كذا أو من السُنَّة كذا"؛ مرفوع عند أهل الحديث وأكثر أهل العلم، لظهور أن النبي ﷺ هو الآمر، سواء قال الصحابي ذلك في حياة النبي ﷺ أو بعده، وكذا قول الصحابي "كنا لا نرى بأسًا بكذا ورسول الله ﷺ فينا" ونحو ذلك.
المُعَنْعَنْ:
وهو الذي يقال في سنده: "فلان عن فلان".
قال بعض العلماء: هو مرسل، والصحيح الذي عليه جماهير العلماء والمحدثين والفقهاء والأصوليين أنه متصل، إذا أمكن لقاؤه إيَّاه مع براءتهما من التَّدليس، وقد أودعه البخاري ومسلم صحيحيهما، وكذلك غيرهما من مشترطي الصحيح الذين لا يقولون بالمرسل.
قال ابن الصلاح (٣): وكثير في عصرنا وما قاربه استعمال"عن" في
_________
(١) أخرجه البخاري (٤/ ٢٣٨) ومسلم (٢٩١٢).
(٢) أخرجه البخاري (٤/ ٢١٩) ومسلم (١٨١٨).
(٣) مقدمة ابن الصلاح (ص ٢٢٠).
1 / 51