============================================================
1 - أما الأصل الأول: وهر آن معرفة الله، تعالى، تجرى مجرى دفع الضرر عن النفس، الذى يدل على ذلك (1)، قد تقدم، حيث بينا أن المكلف متى عرف ان له صانعا صنعه، كان اقرب إلى أداء(2) الطاعة، واجتناب (2) المعصية .
2 - وأما الأصسل الثاني: وهو أن دفع الضرر عن النفس واجب، فذلك معلوم ضرورة، وقلنا: "إذا كان المدهوع به دون المدفوعه ، فمثاله أن العقلاء يسارعون إلى الفصد والحجامة ) ليدفعوا بها مضارأ هى أعظم منها، فلولا علمهم بوجوب دفع الضرر عن النفس (1) ، لما تحملو هذه المشاق؛ فإذا ثبت ذلك : فلا شك آن مشقة (5) العقاب ، أعظم من مشقة الطاعة، فيجب على العاقل أن يتحمل مشقة الطاعة : ليدفع بها ما هو اعظم منها من ضرر (6) العقاب.
3- وأما الأصل الثالث (2): وهو أنه يستوى فيه المظنون والمعلوم، فذلك معلوم ضرورة(4): فيإنه لا فرق - عتد العقلاء - بين آن يخبزهم مخبر، ظاهره العدالة، بأن فى الطعام سمأ، وبين أن يشاهدوه، فإنه يجب عليهم اجشنابه (4) فى الحالتين (10) جميعا، وإن كان الخير يقتضى الظن ، والمشاهدة تقتضى الملم.
فإذا كسان ضرر العقاب مظنونا للمكلف، فى أول أحوال تكليفه، وجب عليه آن يدفعه، باجتناب ما يظن آثه يؤديه إليه.
4- وأما الأصل الرابع: وهو ما جرى مجرى دفع الضرر عن النفس وجب كوجوبه، فالدى يدل عليه، ان يصير كالوصلة إلى دفع الضرر الذي يجب دفعه، فسإذا كان ضرر العقاب (مظتونا للمكلف، فى أول أحوال التكليف، وكان)(11) لا يتم للمكلف دفعه إلا بفعل الطاعة (12)، وترك (13) (1) قى الاصل: هدل عليه (2) فى الأسل: فعل .
(3) قى الأصل: وترك.
(4) سقطت من الأصل: (5) فى الأصل : حضرة (6) فى (6): ضرم (7) لى الأصل: واما الثالث، (8) فى (1) : ضرره.
(9) تكررت فى (1) (10) فى (1) : الحالين (11) ما بين القوسين سنط من الأصل (12) فى الاصل: الطاعات .
(12) فى الأصل: واجتثاب.
Halaman 57