وفي رواية أخرى: قلنا يا رسول الله: أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ قال: من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر.
هذا مع بيان النبي ﷺ أن الإسلام يهدم ما قبله كما في حديث مسلم أيضًا أن عمرو بن العاص ﵃ قال: [... فلما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي ﷺ فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك فبسط ﷺ يمينه. قال: فقبضت يدي. قال ﷺ: ما بالك يا عمر قال قلت: أردت أن اشترط. قال ﷺ: تشترط بماذا؟ قلت: أن يُغْفر لي. قال ﷺ: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأن الحج يهدم ما كان قبله. انتهى
فمع أن الإسلام يهدم ما كان قبله إلا أن من أساء في الإسلام جوزي بعمله السيئ في الإسلام، وما كان قبل الإسلام. فمن كان يشرب الخمر مثلًا ويزني في جاهليته، وحال كفره، فإنه إن دخل في الإسلام حط الله عنه وغفر له ما كان قد سلف منه من هذه المعاصي، ولكنه إن عاد إلى الزنا وشرب الخمر في الإسلام جوزي بعمله الأول والآخر، وكذلك الحال فيمن له معاصٍ لم يتب منها قبل الحج فإن الحج يهدم ما كان من هذه المعاصي إلا أن يكون هذا الحاج مقيمًا على معاصيه مستمرًا فيها فإن الحج لا يهدم ما كان قبله في هذه الحالة، وهذا
1 / 76