Khayal Zill
خيال الظل واللعب والتماثيل المصورة عند العرب
Genre-genre
كلمة اللجنة التيمورية
الأسرة التيمورية ومكانتها في العلم والأدب والمعرفة
خيال الظل
التماثيل والصور عند العرب
كلمة اللجنة التيمورية
الأسرة التيمورية ومكانتها في العلم والأدب والمعرفة
خيال الظل
التماثيل والصور عند العرب
خيال الظل واللعب والتماثيل المصورة عند العرب
خيال الظل واللعب والتماثيل المصورة عند العرب
Halaman tidak diketahui
تأليف
أحمد تيمور باشا
العلامة المحقق المغفور له أحمد تيمور باشا.
المغفور له إسماعيل تيمور باشا.
القصصي المشهور والأديب الكبير المغفور له المرحوم محمد تيمور بك.
الكاتب المتفنن والقصصي العصري والأديب الكبير الأستاذ محمود تيمور (عضو مجمع اللغة العربية).
كلمة اللجنة التيمورية
خيال الظل واللعب والتماثيل المصورة عند العرب
كان الجانب الأكبر من حياة المغفور له العلامة «أحمد تيمور باشا» وقفا على البحث والمطالعة، والتنقيب عن كنوز المخطوطات النفيسة في اللغة والأدب والتاريخ وعلوم العرب وفنونهم المختلفة، ثم العناية بتنقيتها من شوائب النسخ والتحريف والتصحيف، والعكوف على صقلها وتجليتها مرتبة منسقة، بدقة العالم وفطنته وأمانته، وألمعية الأديب وحساسيته وقدرته على إتقان عرض فكرته.
من أجل ذلك كان نشر «المؤلفات التيمورية» رسالة من أعلى الرسالات وأنفعها للمكتبة العربية الحديثة، ولا تزال الكتب التي نشرتها اللجنة المضطلعة بهذه الرسالة موضع الرعاية الكريمة والعناية العظيمة من أكابر العلماء والأدباء، وجمهرة المثقفين وهواة الاطلاع. •••
Halaman tidak diketahui
وهذا كتاب تيموري جديد تضيفه اللجنة - ولها أن تفخر - إلى ما أخرجت للناس من فيض إنتاج ذلك العلامة الفذ وذخائره الممتازة، لقومه الناطقين بالضاد.
ومن حق التاريخ على اللجنة، ومن حق العلامة المؤلف عليها كذلك أن تصرح لقراء هذا الكتاب بأنه من بين المؤلفات التيمورية العديدة قد امتاز بأنه لم يعد ابتداء ليكون كتابا بالمعنى المفهوم للكتاب، ولكنه بحوث متفرقة للمؤلف، أعد كل بحث منها وسجله بخطه على حدة، أو ضمن تعليقاته وحواشيه على صفحات المؤلفات التي ضمتها مكتبته الحافلة، ونشر في حياته بعض هذه البحوث في كبريات المجلات العلمية والأدبية المشهورة في عصره، فجاءت اللجنة فجمعتها وألفت ما بينها، فإذا هي بعد ذلك ليست كتابا واحدا فحسب، ولكنها كتب كثيرة في كتاب! •••
وأول هذه الكتب كتاب «خيال الظل»، فيه يتحدث المؤلف البحاثة الخبير عن «صفة اللعب بالخيال»، ويذكر المراجع القديمة والحديثة التي ذكرته وعرفت به وأرخت له، ويسجل طرائف مما قيل فيه، وفي لاعبيه، ومحبيه، ثم يسجل ملخصات دقيقة وافية لاثنتي عشرة قصة من قصصه الرائعة منذ أول العهد بخيال الظل بين الفنون المستحدثة إلى العهد الذي لخصها فيه.
وهذه القصص الاثنتا عشرة كل منها قصة ولعبة، فبأيتهما شئت سمها، وهي لعبة علم وتعادير، ولعبة التمساح، ولعبة أبي جعفر، والشوني، والأولاني، والحجية، والحمام، ولعبة التياترو، والقهوة، والشيخ سميسم، ولعبة العجائب، وحرب السودان.
وقد رسم المؤلف الكبير أهم الخطوط الرئيسية لمشاهد كل قصة، وأهدافها ومراميها، ولأبطالها ذكورا وإناثا، وما يدور فيها على الألسن المختلفة اللهجات من عظات بينات، ونقدات وملاحظات، ومضحكات ومبكيات.
أليس في بعض هذا كله ما يصلح لأن يكون كتابا وأي كتاب؟! •••
وفي بحث آخر للمؤلف تقرأ تاريخا وافيا دقيقا، وتسجيلا جليلا للعب أخر، كانت ممارستها من العادات المرعية عند العرب في جاهليتهم وبعدها، كهولا وشبابا، بنين وبنات.
ومع هذا البحث الفريد المفيد ملحقات عن التماثيل والصور التي اتخذها العرب للعبادة، أو اللهو، أو لتزيين ما شيدوا من قصور، وما أعدوا من مجالس للسماع والاستمتاع بما آل إليهم من نعيم دنيوي عظيم.
وتتوالى الملحقات ببحث الصور والتماثيل، فملحق عن التماثيل الجماعية، وآخر عن التماثيل الفردية، وثالث لتماثيل الزهور، أو الحيوانات الخيالية، أو الطيور المغردة، ورابع عن عجائب الحيل الهندسية، وخامس عن المصنوعات السحرية ... إلى ملحقات كثيرة طريفة أخرى عن غرائب التحف والأدوات والآلات المهداة إلى ملوك العرب الأولين، ثم إلى الخلفاء الأمويين والعباسيين والفاطميين، وحكام الأندلس فردوس العرب المفقود!
وكل ملحق من هذه الملحقات المفيدة كتاب! •••
Halaman tidak diketahui
وقد تفضل العالم الأديب الفنان الدكتور حسين فوزي، الوكيل الدائم لوزارة الإرشاد القومي، فراجع أصول هذا المؤلف التيموري الجديد، لتحقيق الغاية السامية التي قصد إليها مؤلفه؛ من تسجيل لآثار العرب، وإشادة بما بلغت حضارتهم من تقدم وازدهار.
ولئن كانت لجنة نشر المؤلفات التيمورية قد سرها وأعجز شكرها ما أسبغ على رسالتها من عطف وتأييد، فليس من شك في أن قراء هذا الكتاب في مصر والأقطار العربية كلها أجدر بتقدير هذا الفضل، وأقدر على شكر هذا الصنيع الجميل الجليل.
وقد رأت اللجنة أن تقدم بين يدي الكتاب بموجز عن تاريخ الأسرة التيمورية، والنابغين النابهين من أبنائها، وفي مقدمتهم مؤلف الكتاب وأنجاله الكرام.
وإن اللجنة ليسرها أن تعرب عن شكرها الصادق العميق لكل من تفضلوا بمشاركتها في أداء رسالتها، ضارعة إلى الله العلي القدير أن يجزل مثوبتهم.
عن اللجنة
عبد السلام شهاب
الأسرة التيمورية ومكانتها في العلم والأدب والمعرفة
قل في النابهين الممتازين من رجالات مصر في عصرها الحديث من اكتمل له - بجانب سجاياه الذاتية الحميدة، وتبريزه في مختلف الميادين العلمية والأدبية والاجتماعية - مثل ما اتفق للعالم الأديب العظيم المغفور له «أحمد تيمور باشا» مؤلف هذا الكتاب؛ من الانتماء إلى أصول عريقة زكية، خالدة بأمجاد الآباء والأجداد، ومن فروع طيبة تنتمي إليه، وكانت خير خلف لخير سلف، وبها وعلى هدى إنتاجها الغزير اتصلت طرائق مجد الأسرة التيمورية، طارفها وتليدها، وامتدت إلى ما شاء الله من غايات ساميات بعد غايات ساميات!
كان أول عهد الأسرة بمصر، وعهد مصر بها، حينما أقبل عميدها الأول «إسماعيل تيمور» فيمن أقبلوا من تركيا إلى مصر مع محمد علي، لرأب ما انصدع من الحكم العثماني في مصر، ووضع حد لمطامع المماليك ومؤامراتهم الدموية المتواصلة للاستئثار بالحكم والسلطان.
ولئن كان «محمد علي» قد استطاع أن يثب بمكانته من جندي في جيش السلطان العثماني إلى منصب «والي مصر» بإرادة شعبها، ثم استهوته شياطين الأثرة والسيطرة وحب الذات فكفر بأنعم الشعب المصري، وأعلن نفسه وأفراد أسرته من بعده ملوكا جبارين، يسخرون الشعب في تثبيت دعائم سلطانهم، ويستأثرون من دونه بخيرات البلاد؛ فقد حرص «إسماعيل تيمور» على أن يختط لنفسه وأسرته خطة أسمى وأنبل، وأبقى أثرا ونفعا، فأبى بعد أن بلغ مرتبة القيادة في الجيش أن يجرد سيفه في غير ما يطمئن إليه قلبه وضميره، واكتفى من سلطان الحكم بتولي بعض المناصب الإدارية في الأقاليم، حيث كان مثلا يذكر فيشكر للحاكم العادل القدير.
Halaman tidak diketahui
صورة تذكارية من أيام الصبا للعلامة المحقق المغفور له أحمد تيمور باشا وأنجاله إسماعيل ومحمد ومحمود.
وكذلك كان شأنه في منصب رياسة الديوان الخديوي في عهد إسماعيل؛ إذ وقف كل جهده في القصر على التلطف لكبح جوامح الرغبات الخديوية الاستبدادية، ومحاولة وضع حد لمغامرات الخديو المالية، وتبصيره بحاجات الشعب الحقيقية. وفي الوقت ذاته، نأى بجانبه عن دسائس القصر، ومخالطة الأمراء ورجال الحاشية، ومن إليهم من النفعيين والانتهازيين المتزلفين، وآثر على صحبتهم صحبة الكتب التي أولع باقتنائها، وكانت له في داره نعم الجليس الأنيس. •••
ولم يكن عجبا أن ينشأ أحمد تيمور وشقيقته عائشة على مثل هذا الخلق المتأصل في نفس والدهما إسماعيل تيمور، فكان تحصيل العلم والمعرفة والانتفاع والنفع بهما غايتهما الكبرى.
وسجل التاريخ لعائشة التيمورية ما سجل من مآثر ومفاخر، ليس أكبرها أن نثرها وشعرها أول ما عرفت مصر من الأدب النسوي في العصر الحديث.
أما أحمد تيمور فكان له دور أكبر وأخطر، وأجدر بأن يكون مثلا وقدوة لكل طموح إلى معالي الأمور عازف عن لغو الحياة وملهياتها المختلفات.
فقد نشأ في بيت والده، وعنه أخذ حب الحق والخير والعلم والأدب، ثم انتقل بعد وفاة والده إلى دار شقيقته، وكان زوجها المرحوم «محمد توفيق بك» من المحبين للعلم والمعرفة، وعنده من الكتب شيء كثير في مختلف العلوم والفنون، فانطبع حب اقتناء الكتب في نفس «أحمد تيمور» منذ ذلك الحين.
ولما بلغ أشده واستوى، وأسند إليه منصب في الحكومة، ما لبث قليلا حتى عاف ذلك العمل الرتيب الممل، فتركه غير آسف إلى الإشراف بنفسه على الأرض التي أورثها له أبوه، وإلى استكمال تعليمه، وإتقان اللغة العربية فضلا عن الفرنسية والتركية.
واختار لنفسه أساتذته فأحسن الاختيار، وحسبك أن من بينهم: الشيخ رضوان المخللاتي، والشيخ حسن الطويل، والشيخ الشنقيطي، والشيخ محمد عبده.
وكانوا له أساتذة وأصدقاء، وكانت داره ناديا جامعا نافعا، يلقون فيه المحاضرات والدروس، ويعقدون مجالس للبحث والمناقشة وتبادل الآراء والأفكار. وفي هذه الدار، ألقى الإمام محمد عبده محاضراته المشهورة عن الإسلام، بدعوة من أحمد تيمور.
وما أكثر الندوات التي عقدت بالدار، وشهدها واشترك فيها مشاهير العلماء والأدباء، أمثال: البارودي، وصبري، والحسيني، والزرقاني، والسمالوطي، والهوريني!
Halaman tidak diketahui
على أن ذلك كله لم يشبع طموح أحمد تيمور ورغبته الدائمة في الاستزادة من العلم، فاتصل بكثيرين من العلماء الأعلام والقادة العظام في خارج مصر واستفاد منهم كثيرا، ولا شك أنهم استفادوا منه الكثير. •••
ولما اتسعت مكتبته الخاصة، وكثر ما ضم إليها من نوادر المخطوطات، ونفائس المؤلفات، اتخذ لها دارا خاصة في الزمالك، ولم يزل يتعهدها بالتنمية حتى صارت بحق المكتبة المصرية الثالثة في مصر، بعد دار الكتب ومكتبة الأزهر.
وقد زودها بكثير من الصور «الفوتوغرافية» التي التقطها وأعدها بنفسه للمشاهد الأثرية والتاريخية التي درست معالمها بعد ذلك، كالقناطر التي كانت على الخليج
1
قبل ردمه في القاهرة، وبذلك أدى خدمة جليلة للتاريخ.
وفي المكتبة عدا ذلك مجموعة من صور أساطين الإسلام، أمثال: صلاح الدين الأيوبي، وجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، وعبد القادر الجزائري ... وغيرهم.
ولئن كان أحمد تيمور لم يخرج في حياته كتابا لنفسه، فما كان ذلك إلا عن تواضع كريم منه، وإيثار للتريث والتثبت، وللانصراف إلى البحث والدرس والكتابة، حتى لقد ترك من مؤلفاته المخطوطة عشرات من أنفس ما كتب الكاتبون.
وشاء الله إلا أن تظهر هذه الكتب بعد وفاة صاحبها سنة 1945، فقيض لذلك لجنة نشر المؤلفات التيمورية، وقيض للجنة رئيسا خبيرا قديرا، بلغ المكانة القصوى بين رجالات العلم والقلم، هو الأستاذ الكبير خليل ثابت. وقد وفقت اللجنة حتى الآن إلى نشر كثير من تلك المخطوطات العلمية والتاريخية واللغوية والأدبية، ولا يزال لديها الكثير مما هي بسبيل نشره منها، كتابا بعد كتاب.
وكما ورث أحمد تيمور حب العلم والأدب وأهلهما عن والده إسماعيل تيمور، أورث ذلك أولاده الثلاثة: إسماعيل، ومحمد، ومحمود.
وقد بلغ المرحوم إسماعيل تيمور مرتبة كبيرة في وظائف القصر، وكان إلى ذلك عالما أديبا محبا ومقدرا للعلماء والأدباء، وبقي كذلك إلى أن اختاره الله إلى جواره.
Halaman tidak diketahui
وكان محمد تيمور أول رائد لفن التمثيل والتأليف له من بين أبناء السراة المصريين، ولولا المنية عاجلته في ريعان شبابه لكان لذلك الفن على يديه شأو بعيد المنال الآن.
أما محمود تيمور - أصغر أنجال الفقيد - فهو الآن أحد «الخالدين» المختارين لعضوية مجمع اللغة العربية، كما أنه يواصل إنتاجه القصصي والأدبي الغزير، الذي عقد له لواء الزعامة بين كتاب القصة العربية الحديثة، وترجم منه الكثير إلى اللغات الأجنبية، غربية وشرقية، فكان ذلك فخرا باقيا لكل مصري وكل عربي، وأنه قبل ذلك وبعد لفخر أكبر وأبقى للأسرة التيمورية ذات التاريخ، والفضل على التاريخ.
خيال الظل
كان للناس شغف بالخيال - خيال الظل - في مصر حتى أوائل القرن الرابع عشر الهجري، فكانت له سوق نافقة في الأعراس، قل أن يقام عرس لا يلعب الخيال في إحدى لياليه، وكانت له قهاو يلعب فيها، إلى أن اخترع الإفرنج «الصور المتحركة»، وكثرت أماكن عرضها في مصر، فأكب الناس عليها وهجروا أماكن الخيال فأبطلت، واقتصر على اللعب به في الأعراس على قلة، حتى قل المشتغلون به، وكاد يدرس فيما درس من الأشياء القديمة، وآخر من أدركناه قيما بالفن على الطريقة القديمة مع الإجادة في تحرير الأزجال وإتقان صور الشخوص «الحاج حسن القشاش»، ثم قام من بعده ولده الأسطى درويش.
صفة اللعب بالخيال
يتخذون له بيتا مربعا يقام بروافد من الخشب، ويكسى بالخيش أو نحوه من الجهات الثلاث، ويسدل على الوجه الرابع ستر أبيض، يشد من جهاته الأربع شدا محكما على الأخشاب، وفيه يكون ظهور الشخوص. فإذا أظلم الليل دخل اللاعبون هذا البيت، ويكونون خمسة في العادة؛ منهم غلام يقلد النساء، وآخر حسن الصوت للغناء. فإذا أرادوا اللعب أشعلوا نارا قوامها القطن والزيت تكون بين أيدي اللاعبين، أي بينهم وبين الشخوص، ويحرك الشخص بعودين دقيقين من خشب الزان، يمسك اللاعب كل واحد بيد، فيحرك بهما الشخص على ما يريد.
وتتخذ الشخوص من جلود البقر، وهي في الغالب جلود تعمل منها أعكام للعشبة التي تأتي من السودان ليتداوى بها، فيشتري بعضها لاعبو الخيال من التجار، ويصورون منها ما يشاءون من الشخوص، ثم يصبغونها بالأصباغ على ما تقتضيه ألوان الوجوه والثياب، وأجسام الحيوان وجذوع الأشجار وأوراقها وثمارها وأحجار المباني وغير ذلك، بحيث إذا عرضت «الصور» أمام ضوء النار المشتعلة ظهرت زاهية بهية لشفوف تلك الجلود.
ولنشرع ببيان اللعب المعروفة في هذا العهد،
1
لعبة لعبة على سبيل الإجمال، مبتدئين بما يقال ويفعل في الاستفتاح.
Halaman tidak diketahui
الاستفتاح
الاستفتاح: يظهر فيه شبه عقد على أعمدة، دقيق الصنعة، معلق به قناديل وثريات، يسمونه «القوصرة»، ويظهر به من الشخوص الشخص المسمى ب «المقدم»؛ فيستفتح اللعب بإنشاد رجل فيه مديح نبوي وتحية للحاضرين، ووصف للقوصرة، وما فيها من الثريات ودقيق الصناعة. وأشهر أزجال الاستفتاح زجل اعتادوا إنشاده في ليالي الأعراس، أوله: قبل ما نبدي ...
ولهم استفتاحات غير ذلك.
مراجع قديمة وحديثة
وقد ورد حديث خيال الظل في كثير من الكتب والمراجع القديمة والحديثة، نذكر منها:
مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، ج2 ص33 بالحاشية.
نسبة خيال الظل لجعفر الراقص والكلام في ذلك.
المقتبس، ج1 ص435، 436: خيال جعفر الراقص ... إلخ.
رسملي عثمانلي تاريخي، ج2 ص33 بالحاشية: خيال الظل عند العثمانيين.
المغرب، 418 تاريخ، ص121: بيتان في «خيالي».
Halaman tidak diketahui
ابن رابية، حرف (الراء): «رئيس المجنبظين».
المجموع، رقم 776 شعر أول، ص184: دور من زجل «تعادير في البيمارستان».
فض الختام عن التورية والاستخدام، للصفدي آخر، ص24، 25: بيتان فيهما جعفر، وبعدهما للمؤلف أنه مخترع الخيال الراقص.
وفي ديوان سبط ابن التعاويذي قصيدة، قيل إنه حضر مع جماعة في بستان جعفر الراقص بالجانب الغربي ببغداد، فلما خرج كتبها على حائط بركة في البستان، وهذه القصيدة للعلامة صلاح الدين بن أيبك الصفدي، ننقلها فيما يلي عن كتاب «الحسن الصريح في مئة مليح»، الذي كتبه بخطه سنة 738ه، وهو محفوظ بدار الكتب المصرية:
بستان جعفر مثله
في ظرفه وشمائله
والبركة الفيحاء تخ
جل من نداه ونائله
فيه الأنابيب التي
تنهل مثل أنامله
Halaman tidak diketahui
يا حبذا ولع النسي
م ببانه وخمائله
وترسم الدولاب في
غدواته وأصائله
والماء كالحيات بي
ن مروجه وجداوله
والغيم قد صدقت كوا
ذب برقه ومخايله
والروض قد جاءتك أن
فاس الصبا برسائله
Halaman tidak diketahui
والغصن كالنشوان يع
ثر في فضول غلائله
ولرب يوم قد وهب
ت الحق فيه لباطله
وشريت عاجل ما احتضر
ت من الشرور بآجله
فتشابهت حسنا أوا
خر يومنا بأوائله
وقال في مليح مخايل:
هويت خياليا حكى الغصن قده
Halaman tidak diketahui
إذا ما انثنى هاجت عليه البلابل
أراق دم العشاق سيف جفونه
ومن بعد ذا أضحى عليهم يخايل
وقال فيه أيضا:
مخايل قد بدت عليه
مخايل البدر في الكمال
تريك باباته فنونا
تروق في الحسن والجمال
فقد غدا وصله يقينا
أحسن ما كان في الخيال
Halaman tidak diketahui
وفي كتاب «سلك الدرر» بيتان في خيال الظل وما قيل في معناه، نسبهما إلى الإمام الشافعي، وهما:
رأيت خيال الظل أكبر عبرة
لمن هو في علم الحقيقة راقي
شخوص وأشباح تمر وتنقضي
وتفنى جميعا والمحرك باقي
السلطان شعبان وخيال الظل
يقال إن خيال الظل لعبة هندية قديمة، وأقدم ما وصل إليه علمنا عن اشتغال العرب بها أنها كانت من ملاهي القصر بمصر مدة الفاطميين. وكان لسلاطين مصر ولع بخيال الظل حتى حمله السلطان شعبان معه لما حج سنة 778ه مع ما حمله من الملاهي، فأنكر الناس عليه ذلك كما في «درر الفرائد المنظمة» للجزيري.
القاضي الفاضل يصف خيال الظل
أخرج السلطان الملك الناصر صلاح الدين من قصور الفاطميين من يعاني «خيال الظل» ليريه للقاضي الفاضل، فقام عند الشروع فيه، فقال له الملك: «إن كان حراما فما نحضره»، وكان حديث عهد بخدمته قبل أن يلي السلطنة، فما أراد أن يكدر عليه، فقعد إلى آخره فلما انقضى قال له الملك: كيف رأيت ذلك؟ فقال: رأيت موعظة عظيمة؛ رأيت دولا تمضي، ودولا تأتي، ولما طوى الإزار طي السجل للكتب إذا المحرك واحد.
الظاهر جقمق يحرق شخوص خيال الظل
Halaman tidak diketahui
ذكر السخاوي في «التبر المسبوك» أن الظاهر جقمق أمر سنة 855ه بإبطال اللعب بخيال الظل، وإحراق شخوصه، وكتب على اللاعبين العهود بألا يعودوا إليه. ولعله فعل ذلك لما كان بلغه مما يقع في مجتمعاته من المفاسد.
وورد هذا الخبر في «ابن إياس»، ج2 ص33.
إنعام السلطان سليم على مخايل
ذكر ابن إياس في حوادث سنة 923ه ما نصه:
وفيه أشيع أن السلطان سليم
2
شاه لما كان بالمقياس، أحضر في بعض الليالي «خيال الظل»، فلما جلس للفرجة قيل إن المخايل صنع صفة باب زويلة وصفة السلطان طومان باي لما شنق عليه وقطع به الحبل مرتين، فانشرح ابن عثمان لذلك، وأنعم على المخايل في تلك الليلة بثمانين دينارا، وخلع عليه قفطانا مخملا
3
مذهبا، وقال له: «إذا سافرنا إلى إسطنبول فامض معنا حتى يتفرج ابني على ذلك.»
لعبة علم وتعادير
Halaman tidak diketahui
هي أشهر اللعب وأطولها، وكانوا يلعبونها في القهاوي، مقسمة على سبع ليال، فتستغرق الأسبوع، ولكنهم يختصرونها في الأعراس بحذف الأزجال والألعاب، فيلعبونها في ليلة واحدة، وفيها الشخوص نحو 160 قطعة من إنسان وحيوان وأشجار وأثمار ومبان. وملخصها أن تاجرا من بغداد يسمى «تعادير» يسافر إلى الشام فيصادف بها «علم»، وهي فتاة قبطية بنت الراهب «منجى» تسكن مع أبيها وأخيها في دير، فيشغف بها حبا ويحتال حتى يجتمع بها، ويظهر لها ولهه، عارضا عليها الإسلام ليتزوج بها، فتأبى فيشرع في الاحتيال عليها، وتأخذ هي في مكايدته ومعاكسته فيما يحاوله من الاتجار، وتدخله مرة الدير وتدعي عليه السرقة، فيحكم بقطع يده ثم يبرأ، وينشئ بستانا قبالة الدير تقربا إليها، ثم يحرقه من إغاظته منها، فيحكم عليه بالجنون، ويؤخذ إلى البيمارستان فيمكث فيه سبع سنوات حتى يعيي داؤه الأطباء، فيستحضرون له طبيبا من بغداد اسمه الحكيم «كامل»، فيعالجه ويشفى على يديه. وبعد خروجه يعود إلى مغازلة «علم»، فيجد أباها مات. وينتهي أمرهما إلى أن تسلم ويتزوج بها، بعد أن يهدم الدير ويبني لها قصرا مكانه، وينقل إليه الجهاز قطعة قطعة.
و«للمقدم والرخم» ألاعيب في هذه اللعبة، وفيها عرض ما يباع في مصر من بطيخ على جمل، وقفص دجاج على رأس امرأة أو على ظهر حمار، وفيها صورة الدير والقصر والبستان. ويزعم اللاعبون أن التاجر كان اسمه في اللعب القديم عمر فغيره المصريون إلى «تعادير».
ولهذين الشخصين شأن كبير في كثير من الألعاب الأخرى، ويكون الجد غالبا من شأن المقدم والهزل للرخم. ولذلك يصورونه محدودب الأنف، معقوف اللحية إلى الأعلى، عظيم المؤخر.
لعبة التمساح
تحتوي على اثني عشر شخصا: المقدم، والرخم، والزبرقاش، ورئيسه، وزوجته، وولده، وبربريان، ومغربيان، والتمساح، والسمك.
وخلاصة القصة أن الزبرقاش كان رجلا فلاحا غير مفلح، يطرده أبوه فيعالج الارتزاق بصيد السمك، ولكن لجهله بالصناعة يضيع منه سنارتان، فيظهر له المقدم ويتناشدان الأزجال، ثم يرشده للمعلم منصور - ويلقبونه بشيخ المعاش - ليعلمه الصيد، فيذهب إليه، ويشرع في تعليمه، ثم يصادف الزبرقاش تمساحا فيبلعه إلى نصفه، ويظهر الرخم للبحث عنه لأنه صاحبه، فيتناشدان الأزجال، ثم يحضر له بربريين يساومهما على إخراجه من فم التمساح فيشرعان في ذلك، فيلتهم التمساح أحدهما ويبقى الآخر يبكي صاحبه، وقبل ذلك تكون زوجة الزبرقاش حضرت بولده، وأخذت في البكاء عليه. ثم يظهر مغربيان فينهيان المشكل بأن يصيدا التمساح ويخرجا الزبرقاش والبربري، وتنتهي اللعبة.
ولهذه اللعبة قيمة عند عشاق الخيال والمشتغلين به؛ لقدم عهدها وجزالة ما يقال فيها من الأزجال في تحاور شخوصها.
لعبة أبو جعفر
تحتوي على نحو خمسين قطعة، أهمها جميعا شخصان؛ شخص طويل وهو أبو جعفر ويلقب ب «عمروس»، وآخر قصير وهو «الإبس» أو «القبس» ويلقب ب «زعرب»، وهما عدوان يكيد كل واحد منهما للآخر، وتقع بينهما منازعات إلى أن يقتل الإبس أبا جعفر، فيصنعون له جنازة، كما يفعل بمصر، فيها الكفارة والقراء.
وللمقدم والرخم فيها ألعاب، وتنشد فيها أزجال جميلة.
Halaman tidak diketahui
لعبة الشوني
4
فيها من الشخوص: الريس، وشولح؛ وهو النوتي، وخمسة ركاب: فلاح اسمه الكتاتني، وابنه النتن، وزوجته خمرانة، وتركي يقال له «الجندي»، و«بربري»، و«مغربي».
وتبدأ اللعبة بصورة المركب وغناء الملاحين، وينشد شولح النوتي زجلا طويلا، ثم يحضر الركاب واحدا فواحدا بالشاطئ الآخر يطلبون الركوب، فيأمر الريس شولح بحملهم، فيحملهم الواحد بعد الآخر سباحة، وكلما انتهى من واحد ظهر الآخر على الشاطئ. وتكون لهم مع الريس وشولح محاورات مضحكة، يتكلمون فيها بلهجاتهم المعروفة؛ فالفلاح وزوجته ينطقان كما ينطق أهل الريف، و«الجندي» يرتضخ لكنة أعجمية، وكذلك البربري والمغربي لكل منهما لهجة خاصة. ثم تقع بين الجمع بعد ركوبهم في المركب محاورات ومنازعات، وتظهر براعة اللاعبين في تقلب تلك اللهجات.
لعبة الأولاني
يظهر فيها مركب صغير للصيد، ويظهر المقدم ثم يأتيه تركي يطلب منه خفارة النيل من صيادي السمك لأنهم يسرقون سمكه، فيعتذر إليه بأن الخفارة ليست صناعته، ولكنه يحضر له بربريا حاذقا فيها فيتولى الخفارة، ثم يتفق مع الصيادين ويبيح لهم الصيد، فيستاء «الجندي» ويغضب منه، ويبطل الخفارة، ويأخذه إلى داره، وينتهي أمرهما بأن يلعبا «الضامة»، فيغلب البربري سيده، فيضربه من غيظه، فيمسك البربري كرسيا على كرسي ويضعهما على خوان، ويرفع الجميع ويضرب بها التركي فيخمد أنفاسه.
لعبة الحجية
5
تحتوي على نحو 80 قطعة مما يكون في الحج؛ من ضوية، وطبالين، وجمال، وتختروانات، وغير ذلك مما يلزم من الأدوات والشخوص، ويكون بين المسافرين رجل مصاب بعلة بين فخذيه، يخرج عليه بدويان فيظنان علته مالا يخفيه؛ اسم أحدهما «عجوة» والآخر «بزابيز»، وتقع لهما مضحكات، ثم ينكشف أمره لهما فيطلقانه.
ومن شخوص هذه اللعبة رجل مغربي، يغني أزجالا جميلة على الرباب.
Halaman tidak diketahui
لعبة الحمام
تنكشف عن صورة حمام على بابه «بلانة» تنتظر قدوم «علم» للاستحمام، فيظهر رجل مغربي يأخذ في مغازلتها، وتقع بينهما منازعات ينشدان فيها الأزجال، ثم تحضر «علم» في موكب زفاف فتستحم استعدادا للزواج، ثم تعود بالموكب وتنتهي اللعبة.
لعبة التياترو
من اللعب المستحدثة في العهد الأخير، وفيها شكل بهلوان يلعب على الحبال، وغير ذلك في عرس «تعادير وعلم».
وقد يفردونها باللعب لمن يريد، والأكثر إدماجها والتي سبقتها في لعبة «علم» عند إطالتها ولعبها على ليال في القهاوي.
لعبة القهوة
تبدأ بمنظر قهوة يجتمع فيها رجلان: أحدهما زير نساء اسمه «حردان»، والآخر يميل إلى الأحداث اسمه «قراميط».
ويشرع قراميط في مغازلة صبي القهوة، بينما يغازل حردان خليلة تحضر له. ثم تقع بين الرجلين منازعات ينشدان فيها الأزجال، وينتصر كل واحد منهما لطريقته، وتنتهي بأن يهتدي قراميط ويعدل عن طريقته ويأخذ في مغازلة النساء، فتوقعه المصادفات في زوجة صاحبه حردان فيخاللها، وتلبسه من ثياب زوجها، فيراها عليه المقدم، ويعرف أنها ثياب حردان، فينصح له بأن يراقب زوجته، وتنتهي المراقبة بأن يمسكه عندها وهو متنكر، ويزعم قراميط أنه فران أتى لحمل العجين إلى الفرن، ثم يخرج من غير أن يعرفه حردان، ويستاء هذا من زوجته، فيحملها إلى أهلها. وبعد ذلك يدعى الثلاثة؛ المقدم وحردان وقراميط، إلى دار أبي المرأة لمعرفة سبب خصام الزوجين، ويشرع كل واحد يقص قصة غريبة وقعت له، إلى أن تنتهي النوبة أخيرا إلى قراميط فيقص قصته مع المرأة دون ذكر الأسماء، وتنتهي اللعبة بالفراق.
وهذه اللعبة مما يتحاشون لعبها في الأعراس، لما فيها من المجون والألفاظ المخلة بالآداب.
لعبة الشيخ سميسم
Halaman tidak diketahui
وهو رجل من أصحاب الطريق، اعتاد نصب خيمته كل عام في مكان، فتظهر امرأة اسمها «جازية حرير» تشتري هذا المكان وتمنع الشيخ من نصب خيمته، فيسترضيها فلا ترضى إلا أن يتزوجها، ويكون لها ولد اسمه «عبد الله» فتدعي أن أباه قد مات، وتحضر الشهود بذلك، فيأبى هو أولا لقبحها، ثم يرضى أخيرا لأجل المصلحة فيتزوجها، ويكون وسيطه في ذلك المقدم، والرخم فراش العرس الذي يقام لهما، ثم يظهر زوجها أبو عبد الله ويشكوهما. ويكون في هذه اللعبة شيخ حارة، وجند من الشرطة، وضابط ترفع إليه الشكوى. وهي مبنية على الزجل.
لعبة العجائب
وكانت قديما تسمى لعبة «الغراف»؛ لأن مبناها على رجل صياد اسمه «الغراف» يصيد السمك من البحر، وينشد في ذلك الأزجال نادبا سوء حظه في الصيد تارة، ومثنيا تارة. ثم يظهر له من عجائب البحر، وأصناف السمك شيء كثير، ويظهر المقدم لمعاكسته في الصيد، فيسلط عليه غلاما يسرق منه السمك، إلى أن يصطاد سمكة كبيرة يريد المقدم مشاركته فيها فيأبى، فيغري به جماعة من الأوباش يضربونه حتى يموت، وتنتهي اللعبة. ومبناها في الأكثر على الأزجال.
لعبة حرب السودان
وهي مما أحدث بعد فتح السودان عقب دولة المهدي والتعايشي، وفيها تمثل وقائع هذا الفتح.
التماثيل والصور عند العرب
صناعة التماثيل من فروع التصوير، ولا ريب في وجودها عند العرب بدليل وجود الأصنام، وما لهج به شعراؤهم من تشبيه النساء بالدمى؛ وهي الصور من العاج وغيره. وقد كانت أصنامهم بالغة في الكثرة مبلغا لا يستهان به، فكان منها حول الكعبة المعظمة يوم فتح مكة ثلاثمئة وستون صنما، على ما رواه البخاري وغيره من المؤرخين، عدا ما كان منتشرا في أماكن أخرى من هذا البلد وسائر أماكن الجزيرة، بل بلغ من استهتارهم بعبادتها أن كل حي من أحيائهم كان فيه صنم، وغلا كثيرون منهم فاتخذوا لهم أصناما خاصة في دورهم.
ذكر ابن الكلبي في كتاب «الأصنام» أنه كان لأهل كل دار من دور مكة صنم في دارهم يعبدونه، فإذا أراد أحدهم السفر كان آخر ما يصنع في منزله أن يتمسح به، وإذا قدم من سفره كان أول ما يصنع إذا دخل منزله أن يتمسح به أيضا. ولا يخفى أن مثل هذه الكثرة يستبعد معها أن تكون تلك الأصنام جميعها مجلوبة إليهم؛ لما في بلادهم من مشاق النقل ووعورة المسالك.
ومما ذكروه أن بعض هذه الأصنام كانت تماثيل لقوم صالحين أقيمت لهم في مجالسهم، وسميت بأسمائهم، فلما طال العهد بأصحابها وتنوسي أمرها اتخذت آلهة تعبد من دون الله، كما هو الشأن في تماثيل ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر، التي وقعت للعرب من أصنام قوم نوح،
1
Halaman tidak diketahui
قال الطبري: إن سواعا كان ابن شيث، وإن يغوث كان ابن سواع، وكذلك يعوق ونسر، كما هلك الأول صورت صورته وعظمت لموضعه من الدين، فلم يزالوا هكذا حتى خلفت الخلوف، وقالوا: ما عظم هؤلاء آباؤنا إلا لأنها ترزق وتنفع وتضر، واتخذوها آلهة.
2
وفي كتاب الحج من «صحيح البخاري» عن ابن عباس: «أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
لما قدم، أي دخل مكة، أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة، فأمر بها فأخرجت، فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : قاتلهم الله! أما والله لقد علموا أنهما لم يستقسما بها قط. فدخل البيت فكبر في نواحيه ولم يصل»، وقد رواه أيضا في غزوة الفتح. وقال ابن حجر في «فتح الباري» في شرح هذا الحديث من باب الغزوة المذكورة ما نصه: «وقع في حديث جابر عن ابن سعد وأبي داود أن النبي
صلى الله عليه وسلم
أمر عمر بن الخطاب وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها، فلم يدخلها حتى محيت الصور، وكان عمر هو الذي أخرجها. والذي يظهر أنه محا ما كان من الصور مدهونا - مثلا - وأخرج ما كان مخروطا.»
وفي معجم البلدان لياقوت أنهم لما بنوا قصر غمدان باليمن، جعلوا في أعلاه مجلسا بنوه بالرخام الملون، وصيروا على كل ركن من أركانه تمثال أسد من شبه - أي نحاس - كأعظم ما يكون من الأسد، فكانت الريح إذا هبت إلى ناحية تمثال من تلك التماثيل، دخلت من خلفه وخرجت من فيه فيسمع له زئير كزئير السباع.
هذا ما كان من خبر التماثيل عند العرب في الجاهلية. فلما جاء الإسلام، وفتحوا المدائن، ومصروا الأمصار، وبنوا القصور، وغرسوا الحدائق، واستبحروا في المدنية، نشأ بينهم اتخاذ التماثيل للزينة في القصور والبرك، وتفننوا في عملها من الحجر والرخام والجص، والذهب والفضة وغيرهما، ومنها تمثال الرجل النافخ في البوق في إحدى جنان إشبيلية.
Halaman tidak diketahui
وجاء في حرف الدال من «معجم البلدان» لياقوت: «دار الشجرة: دار بالدار المعظمة الخليفية ببغداد، من أبنية المقتدر بالله، وكانت دارا فسيحة ذات بساتين مونقة. وإنما سميت بذلك لشجرة كانت هناك من الذهب والفضة، في وسط بركة كبيرة مدورة، أمام إيوانها وبين شجر بستانها، ولها من الذهب والفضة ثمانية عشر غصنا، لكل غصن منها فروع كثيرة مكللة بأنواع الجوهر على شكل الثمار، وعلى أغصانها أنواع الطيور من الذهب والفضة، إذا مر الهواء عليها أبانت عن عجائب من أنواع الصفير والهدير. وفي جانب الدار عن يمين البركة تمثال؛ خمسة عشر فارسا على خمسة عشر فرسا، ومثله عن يسار البركة، قد ألبسوا أنواع الحرير المدبج مقلدين بالسيوف، وفي أيديهم المطارد، يتحركون على خط واحد، فيظن أن كل واحد منهم إلى صاحبه قاصد.»
ومن كل ذلك ترى أنهم لم يكتفوا بتصوير التماثيل فحسب، بل احتالوا على تحريكها بقوة الماء أو اللوالب المدبرة بصنوف الحيل، وجعلوا على أفواه ما صوروه الصفارات تدفع فيها الريح أو الماء، فتحاكي صوت ذي الروح.
وقد طالت أيديهم في غير ذلك من الصنائع، كالبناء والنحت والنجر والنسخ، كما أحكموا صنع الآلات الفلكية وغيرها، واحتالوا على جر الأثقال ورفع الماء وتسخيره في إدارة الساعات والدواليب وما شاكلها، وكذلك أتقنوا صنع آلات القتال، كالمكاحل والمدافع وقوارير النفط والدبابات والكباش الناطحة للحصون.
لعبة البنات
وكان للعرب تماثيل خاصة بصغارهم يسمونها ب «الجواري» و«البنات»، كما في قول امرئ القيس:
عهدتني ناشئا ذا غرة
رجل الجمة ذا بطن أقب
أتبع الولدان أرخي مئزري
ابن عشر ذا قريط من ذهب
وهي إذ ذاك عليها مئزر
Halaman tidak diketahui