وحين يجد الأبناء والبنات أن الآباء لن يستطيعوا أن يواجهوا مطالبهم من الملبس الفاخر الذي يطاولون ويطاولن به الزملاء والزميلات يتولى الفتيان والفتيات الأمر.
ونسمع الكثير من القصص التي ينكسر لها القلب ونصبح كلنا شفقة على مصير الجيل الجديد الذي ينحرف، وما كلمة ينحرف إلا لفظة هزيلة ضامرة لا تمثل ما يتردى فيه الشباب من سرقات والفتيات من أعمال أخرى أعف عن ذكرها.
ماذا علينا لو وحدنا الزي في الجامعة، ولنجعل منه عدة نماذج تناسب مختلف الأشكال والأطوال والأحجام، لعلنا بهذا نحد من الإسراف المخجل الذي يضطر له الآباء ليرضوا به غرور البنات والأبناء، ولعل توحيد الزي هذا يجعل فتاة في الجامعة تشعر أنها ذاهبة إلى معهد، وليس إلى حفلة راقصة أو حفلة تنكرية، فلا تجعل من وجهها خشبة رسام تنسبك عليها الألوان عمياء زاعقة، ولا تبالغ في تصفيف شعرها مما يكلف الآباء عنتا آخر هم في غنى عنه بما تلقيه عليهم الحياة من إعنات وجهد ومشقة.
عامل في قطاع خاص
دخلت إلى محل نظارات مصري شهير بالإسكندرية، وانتقيت علبة أحتاجها لنظارتي، وأعطيته خمسة جنيهات ليعطيني الباقي، ووضعت العلبة في جيبي، وفي انتظار الباقي سألت البائع الشاب عن نوع آخر من العلب، فقال إنه سيكون لديه في الغد، فقلت: إذن أنتظر إلى الغد. - أمرك.
وأعطاني الجنيهات الخمسة وانصرفت.
وجلست أشرب قهوة في مقهى قريب من المحل، وبالصدفة المحضة وضعت يدي في جيبي، فإذا بي أجد العلبة.
وأدركت طبعا أن الشاب البائع نسي أن يطلبها، فقمت مسرعا إليه وفتحت باب المحل لتستقبلني ابتسامة عريضة على وجه الشاب البائع. - وفيم أتعبت نفسك؟ - إذن فأنت تعرف أن العلبة معي. - طبعا. - ولماذا لم تطلبها؟ - أترضى لي أن أذكرك بهذا؟
لقد فضل الشاب أن يسكت ولا يذكرني أنني وضعت العلبة في جيبي دون أن أدفع ثمنها حتى لا أشعر بالحرج.
هذا المحل من أنجح المحلات، وصاحبه شهير، وله زبائن كثيرون، ليس غريبا أن ينجح لأنه يختار بائعه بهذه الكياسة وهذا الأدب.
Halaman tidak diketahui