ولا يطبيني منزل غير ممرع
أبا النتن، قد قيدتني بمواعد
مخافة نظم للفؤاد مروع
وقدرت من فرط الجهالة أنني
أقيم على كذب رصيف مصنع
وأترك سيف الدولة الملك الرضا
كريم المحيا أروعا وابن أروع
فتى بحره عذب، ومقصده غنى
ومرتع مرعى جوده خير مرتع
ورحل القوم بعد أن هدأت أنفاس دوابهم، فواصلوا السير حتى وردوا «البويرة» بعد ثلاث ليال، فأقاموا بها يومين ثم رحلوا عنها يغذون السير ويطوون المراحل إلى أن نزلوا «بسيطة»، وهي أرض تقرب من الكوفة، فانزاح الهم قليلا عن صدر أبي الطيب، وابتهج العبيد بقرب انتهاء الصحراء، وأخذوا يرقصون وينغمون أصواتا يظنونها غناء وتطريبا، وقد زاغت أبصارهم من وهج الصحراء وشدة قيظها، فرأى بعضهم نعامة فظنها نخلة، ورأى ثورا فظنه منارة مسجد.
Halaman tidak diketahui