وأما "ك ل م " فهذه أيضًا حالها، وذلك أنها حيث تقلبت فمعناها الدلالة على القوة والشدة. والمستعمل منها أصول خمسة، وهي: "ك ل م " "ك م ل " "ل ك م " "م ك ل " "م ل ك "، وأهملت١ منه٢ "ل م ك "، فلم تأت في ثبت.
فمن ذلك الأصل الأول "ك ل م " منه الكلم للجرح. وذلك للشدة التي فيه وقالوا في قول الله سبحانه: ﴿دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ﴾ قولين: أحدهما من الكَلام والآخر من الكِلام أي تجرحهم وتأكلهم وقالوا: الكُلام: ما غلظ من الأرض وذلك لشدته وقوته وقالوا: رجل كليم أي مجروح وجريح قال:
عليها الشيخ كالأسد الكليم٣
ويجوز الكليم بالجر والرفع، فالرفع على قولك: عليها الشيخ الكليم كالأسد والجر على قولك: عليها الشيخ كالأسد "الكليم"٤، إذا جرح فحمي أنفًا وغضب فلا يقوم له شيء، كما قال:
_________
١ كأنه لم يصح عنده ما رواه المفضل: أن التلمك تحرك اللحيين بالكلام أو الطعام، وقالوا: ما ذقت لماكا أي شيئًا. وانظر اللسان.
٢ مقتضى السياق أن يقول: "منها" وهو يعود على "ك ل م" باعتبارها مادة وقد راعى في التذكير أنها أصل.
٣ هذا عجز بيت للكلحية اليربوعي يصف فرسه العرادة. وصدره:
هي الفرس التي كرت عليهم
وقبله مطلع القصيدة وهو:
تسائلني بنو جشم بن بكر ... أغراء العرادة أم بهيم
ويتبين هذا أن القصيدة مرفوعة الروي، فتجويز الجر في الكليم من أبي الفتح لأنه لم يطلع على عمود القصيدة. وانظرها في المفضليات.
٤ زيادة من ش ومن اللسان، خلت منها سائر الأصول.
1 / 14