149

Ciri-ciri Tuan Segala Alam

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

Editor

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

Penerbit

(بدون)

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Genre-genre

فعلّمه جبرئيل ما يتعوّذ منهم ففعل فكفِيَ شرهم وطَفِئت نيرانهم (١)، واعترض عليه شيطان في المحراب وهو يصلي فأمكنه الله تعالى منه فخنقه وأراد أن [ق ٣٤/ظ] يربطه بسارية من سواري المسجد فذكر دعوة سليمان فأطلقه ولولا ذلك لأصبح مُوثَقاّ يلعب به الغلمان (٢)، وهذا باب واسع لا يمكن استيفاء ما ورد فيه لكثرته على أن أعداء نبيّنا ﷺ كانوا أشدّ شكيمة (٣) وأعظم عداوة، وأكبر حقْدًا، وأكثر عَددًا وعُدَدًا، أهل جاهليّة

(١) أخرج أحمد في مسنده (٢٤/ ٢٠٠) ح ١٥٤٦٠، من طريق جعفر الضبعي عن أبي التياح، قال: "قال: قلت لعبد الرحمن بن خنبش التميمي، وكان كبيرًا، أدركت رسول الله ﷺ؟ قال: نعم، قال: قلت كيف صنع رسول الله ﷺ ليلة كادته الشياطين، فقال: إن الشياطين تحدرت تلك الليلة على رسول الله ﷺ من الأودية والشعاب، وفيهم شيطان بيده شعلة نار، يريد أن يحرق بها وجه رسول الله ﷺ، فهبط إليه جبريل، فقال: يا محمد قل، قال: «وما أقول؟» قال: «قل: أعوذ بكلمات الله التامات، من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن». قال: فطفئت نار الشيطان، وهزمهم الله ﵎"، وأخرجه بنحوه البيهقي في الدلائل (٨/ ١٥٣) ح ٣٠١٩، وأبو نعيم في الدلائل (١/ ١٩١) ح ١٣٧، قال الألباني: "إسناده صحيح". انظر: السلسلة الصحيحة (٢/ ٤٩٥) ح ٨٤٠.
(٢) أخرج البخاري (١/ ٩٩)، في كتاب الصلاة، باب الأسير -أو الغريم- يربط في المسجد، ح ٤٦١، ومسلم (١/ ٣٨٤)، في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة والتعوذ منه والعمل القليل في الصلاة، ح ٥٤١، من طريق أبي هريرة ﵁، قال: "قال رسول الله ﷺ: «إن عفريتًا من الجن جعل يفتك علي البارحة ليقطع الصلاة، وإن الله أمكنني منه فذعته، فقلد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد، حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون -أو كلكم- ثم ذكرت قول أخي سليمان: ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي﴾ [ص: من الآية ٣٥] فرده الله خاسئًا» واللفظ لمسلم؛ وأخرج مسلم (١/ ٣٨٥)، في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة والتعوذ منه والعمل القليل في الصلاة، ح ٥٤٢، من طريق أبي الدراداء ﵁، قال: " قام رسول الله ﷺ فسمعناه يقول: «أعوذ بالله منك» ثم قال: «ألعنك بلعنة الله» -ثلاثًا-، وبسط يده كأنه يتناول شيئًا، فلما فرغ من الصلاة، قلنا: يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئًا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك، قال: «إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي، فقلت: أعوذ بالله منك ثلاث مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة، فلم يستأخر ثلاث مرات، ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقًا يلعب به ولدان أهل المدينة»
(٣) يقال: فلان شديد الشكيمة: أي شديد النفس، والشكيمة فى الأصل: حديدة اللجام المعترضة فى الفم التى عليها الفأس وهى التى تمنع الفرس من جماحه فشبه بها أنفة الرجل وتصلّبه في الأمور وما يمنعه من الهوادة وترك الجد والإنكماش فقالوا: فلان شديد الشكيمة لأنه إذا اشتدت تلك الحديدة كانت عن الجماح أمنع. انظر: تاج العروس (٣٢/ ٤٧٠)، الفائق في غريب الحديث (٢/ ١١٤)، لمحمود الزمخشري، تحقيق: علي البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، الطبعة الثانية، دار المعرفة، لبنان.

1 / 433