194

Khasais Kubra

الخصائص الكبرى

Penerbit

دار الكتب العلمية

Tahun Penerbitan

1405 AH

Lokasi Penerbit

بيروت

Genre-genre

Sirah Nabi
وَمِنْهَا الروعة الَّتِي تلْحق قُلُوب سامعيه عِنْد سماعهم والهيبة الَّتِي تعتريهم عِنْد سَماع تِلَاوَته كَمَا وَقع لجبير بن مطعم انه سمع النَّبِي ﷺ يقْرَأ فِي الْمغرب بِالطورِ قَالَ فَلَمَّا بلغ هَذِه الْآيَة ام خلقُوا من غير شَيْء أم هم الْخَالِقُونَ إِلَى قَوْله ﴿المصيطرون﴾ كَاد قلبِي يطير قَالَ وَذَلِكَ أول مَا وقر الْإِسْلَام فِي قلبِي
وَمِنْهَا أَن قارئه لَا يمله وسامعه لَا يمجه بل الإكباب على تِلَاوَته يزِيد حلاوة وترديده يُوجب لَهُ محبَّة وَغَيره من الْكَلَام يعادي إِذا أُعِيد ويمل مَعَ الترديد ولهدا وصف ﷺ الْقُرْآن بِأَنَّهُ لايخلق على كَثْرَة الرَّد
وَمِنْهَا كَونه آيَة بَاقِيَة لَا يعْدم مَا بقيت الدُّنْيَا مَعَ تكفل الله بحفظه
وَمِنْهَا جمعه لعلوم ومعارف لم يجمعها كتاب من الْكتب وَلَا أحَاط بعلمها أحد فِي كَلِمَات قَليلَة وأحرف مَعْدُودَة
وَمِنْهَا جمعه بَين صِفَتي الجزالة والعذوبة وهما كالمتضادين لَا يَجْتَمِعَانِ فِي كَلَام الْبشر غَالِبا
وَمِنْهَا جعله آخر الْكتب غَنِيا من غَيره وَجعل غَيره من الْكتب الْمُتَقَدّمَة قد تحْتَاج إِلَى بَيَان يرجع فِيهِ اليه كَمَا قَالَ تَعَالَى ﴿إِن هَذَا الْقُرْآن يقص على بني إِسْرَائِيل أَكثر الَّذِي هم فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾
قَالَ القَاضِي عِيَاض وَالْوُجُوه الْأَرْبَعَة الاول هِيَ الْمُعْتَمد عَلَيْهَا فِي الإعجاز وَالْبَاقِي تقدم فِي خَصَائِصه وَبَقِي من خَصَائِصه كَونه نزل على سَبْعَة أحرف وَكَونه نزل مفرقا منجما وَكَونه ميسرًا للْحِفْظ وَسَائِر الْكتب بِخِلَاف ذَلِك فِي الثَّلَاثَة وَقد بسطت الْكَلَام فِي الْأَوَّلين فِي الإتقان وسألم بِشَيْء من ذَلِك فِي بَاب الخصائص الَّتِي امتاز بهَا عَن سَائِر الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام

1 / 196