Peta Pengetahuan
خريطة المعرفة: كيف فقد العالم أفكار العصر الكلاسيكي وكيف استعادها: تاريخ سبع مدن
Genre-genre
23
ولكنها النسخة الوحيدة في إسبانيا كلها. وهي مكتوبة على رق بواسطة ناسخ واحد بخط منمق، وأصدرت، ربما في الكاتدرائية نفسها، في وقت ما في القرن الثالث عشر؛ لذا فإنه لا بد أنه كانت ثمة مخطوطة متاحة يمكن النسخ منها. ولكن لم يكن بالمكتبة مجموعة ذات أهمية حتى أواخر القرن الثالث عشر، مما يطرح السؤال البديهي: ما الذي حدث لكتب جيرارد الكريموني؟ على حد علمنا، لم يكن لديه راع ينتظرها في إيطاليا. فقد توفي جيرارد في عام 1187، ويحتمل أن ذلك كان في طليطلة. وثمة أدلة على أنه قد يكون أوصى ببعض من كتبه إلى جماعة رهبنة في كريمونا، ويوجد حالة واحدة لباحث، اشتغل بالتدريس في كريمونا في عام 1198، كان يمتلك نسخة من ترجمة جيرارد لكتاب جالينوس «الصنعة الصغيرة»؛ لذا فمن الواضح أنه كان يوجد قناة انتقال بصورة أو بأخرى.
الدليل الأكثر حسما الذي نملكه فيما يتعلق بأخذ الكتب من طليطلة إلى شمال أوروبا هو زعم دانيال مورلي أنه اشترى «عددا كبيرا من الكتب الثمينة» وعاد بها إلى إنجلترا في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي.
24
كان دانيال، الذي كان يتسم بالثقة في نفسه، ينتمي لجيل جديد من الباحثين، الذين شكلوا مجموعة صغيرة، ولكنها قوية، من الشبكات التي كانت تغطي القارة، وقطعوا مسافات طويلة بحثا عن كتب وأفكار. كما أوضح هو بنفسه:
عندما رحلت، منذ فترة، للدراسة، توقفت بعض الوقت في باريس. هناك، رأيت حميرا وليس بشرا يحتلون المقاعد ويتظاهرون بأنهم مهمون جدا. كان لديهم طاولات أمامهم تئن تحت وطأة ثقل مجلدين أو ثلاثة مجلدات لا يمكن رفعها من موضعها، ويصبغون القانون الروماني بحروف ذهبية. بأقلام رصاصية في أيديهم، كانوا يضعون علامات نجمية وعلامات صليب، للدلالة على عبارات منحولة، هنا وهناك، تحيط بهم هالة كاذبة من الجلال والوقار. ولكن لأنهم لم يكونوا يعرفون شيئا، فإنهم لم يكونوا أفضل حالا من تماثيل رخامية؛ كانوا يرغبون بصمتهم فحسب في أن يبدوا حكماء، وما إن حاولوا أن يقولوا أي شيء، وجدتهم عاجزين تماما عن التعبير بكلمة. عندما اكتشفت أشياء كهذه، لم أرد أن أصاب بعدوى تحجر مشابه ... ولكن عندما سمعت أن مدرسة العرب، المكرسة تماما للعلوم الأربعة، كانت هي السائدة في طليطلة في تلك الأيام، انطلقت إلى هناك بأسرع ما في وسعي ...
25
بينما كان دانيال في طليطلة، زعم أنه سمع جيرارد يلقي محاضرة عن التنجيم، ولكنه مع ذلك، لم يستعن بتراجم جيرارد في عمله، مفضلا تراجم أديلار الباثي، وهيرمان الكارينثي ويوحنا الإشبيلي. ومن منطلق حقيقة أنه كان بوسعه الوصول إلى نسخ مختلفة من النصوص وكان بإمكانه أن ينتقي ويختار، تتبين السرعة الكبيرة التي كان المحيط الفكري اللاتيني يتغير بها. فقبل ذلك بمائة عام، في بداية القرن الثاني عشر، لم تكن أطروحة «العناصر» وكتاب «المجسطي» وغالبية مجموعة كتب جالينوس متاحة باللاتينية؛ أما في ذلك الحين، فكان يوجد العديد من الإصدارات، إلى جانب مراجعات وتعليقات جديدة تظهر طوال الوقت.
عاد دانيال إلى إنجلترا ومعه صناديقه التي كانت تحوي الكتب الجديدة وبدأ يشق طريقه إلى نورثهامبتون. وفي أثناء الرحلة «التقيت سيدي ومعلمي الروحي، جون، أسقف نورويتش ، الذي أظهر لي قدرا كبيرا من التكريم والاحترام».
26
Halaman tidak diketahui