Peta Pengetahuan
خريطة المعرفة: كيف فقد العالم أفكار العصر الكلاسيكي وكيف استعادها: تاريخ سبع مدن
Genre-genre
حفظ الرماد البركاني هذه البرديات بعد اندلاع بركان فيزوف في عام 79 ميلادية. (2)
كان الورق يستورد إلى أوروبا قبل القرن الرابع عشر، عادة من دمشق، ومن هنا جاءت تسميته باسم «الصحائف الدمشقية»، وكان غالي الثمن، ولكن مع بدء إنتاجه في أوروبا، تراجع ثمنه وحل تدريجيا محل جلد الرق.
الفصل الثاني
الإسكندرية
يتميز موقع المدينة بمميزات عديدة؛ فالمكان أولا يطل على بحرين، حيث يطل من الشمال على البحر المصري، كما يدعى، ومن الجنوب على بحيرة ماريا، وتدعى أيضا ماريوتيس. المدينة بكاملها تقطعها الشوارع وصالحة لركوب الخيل وقيادة المركبات، ويقطعها شارعان عريضان جدا، يمتدان لأكثر من 100 قدم يوناني عرضا، ويتقاطعان في قسمين وبزوايا قائمة. وتحتوي المدينة على مناطق عامة جميلة للغاية وكذلك قصور ملكية، تشكل ربع أو حتى ثلث محيط المدينة بأكمله؛ لأن كل ملك، كغيره من الملوك كان مغرما بالفخامة؛ ومن ثم اعتاد إضافة بعض الزخارف للمعالم العامة؛ لذا كان من شأنه أيضا أن يعمل بنفسه على نفقته الخاصة على إنشاء مقر إقامة، إضافة إلى تلك المقرات القائمة بالفعل، بحيث - وأقتبس كلمات الشاعر - «يوجد مبنى فوق مبنى». ومع ذلك، فكلها متصلة بعضها ببعض وبالمرفأ. والمتحف أيضا جزء من القصور الملكية.
سترابو، كتاب «الجغرافيا»
عندما عهد إلى ديميتريوس الفالرومي بمسئولية مكتبة الملك، أغدق عليه بالموارد بهدف جمع كل الكتب في العالم، إن أمكن؛ وبإجرائه لعمليات شراء ونسخ، نفذ مراد الملك قدر استطاعته. «خطاب أرستاس إلى فيلوكراتيس»
دائما ما كانت مكتبة الإسكندرية العظيمة، التي أنشئت نحو عام 300ق.م على يد الملك بطليموس الأول، الرمز الأعظم للسعي العلمي. فهنا ولدت فكرة ضم المعارف في مكان واحد عن طريق جمع نسخة من كل نص. وظل حلم جمع المعرفة في مكان واحد يلازم جامعي الكتب وأمناء المكتبات منذ ذلك الحين، ويدخل في صميم مكتبات حقوق الطبع والنشر المعاصرة، والتي يحق لها الاحتفاظ بنسخة واحدة من كل كتاب ينشر في بلدها.
1
سعيهم وراء هذا الحلم، بعناد من المبادئ الأخلاقية، فكانوا يسرقون ويستعيرون ويستجدون؛ كانوا يفعلون أي شيء لزيادة أعداد النصوص التي تجمع. فكانوا يأمرون بأن تفتش كل السفن المارة عبر الإسكندرية وأن تصادر أي لفائف على متنها. بعد ذلك، كان يوضع على تلك اللفائف بطاقة مكتوب عليها «من السفن» قبل وضعها على الرف في المكتبة. عندما أعار الأثينيون المصريين لفائف قيمة لنسخها، رفض المصريون إعادتها، واختاروا، عوضا عن ذلك، أن يحتفظوا باللفائف الأصلية ويعيدوا نسخا منها، مسقطين حقهم في المبلغ الضخم من المال الذي دفعوه على سبيل الضمان. أتت سياسة الاقتناء العدوانية هذه بثمارها، وفي غضون عقدين من الزمن ضمت المكتبة آلاف الكتب التي تتناول شتى الموضوعات بدءا من الطهي وصولا إلى اللاهوت اليهودي؛ مجموعة لا مثيل لها في أي مكان على وجه الأرض، سواء من ناحية الحجم أو الموضوعات. ولكن ملوك البطالمة لم يجمعوا الكتب فحسب، بل جمعوا كذلك العقول؛ فأقاموا مجتمعا من العلماء في مزار مقدس بنوه لتمجيد الميوزات؛ الإلهات التسع اليونانيات اللواتي كن مصدر الإلهام للفنون والعلوم. وصار المكان معروفا باسم «الموزيون» أي المتحف، وارتبط ارتباطا وثيقا بالمكتبة؛ فكان العلماء من أنحاء عالم البحر المتوسط يدعون للمجيء والعمل هناك. وبمرور الوقت، استحدثت مكتبة تابعة في معبد سيرابيس (السيرابيوم) لتضم مقتنيات النصوص والكتب المتزايدة باستمرار. «من أين نبعت فكرة مكتبة الإسكندرية؟» هذا السؤال حير عقول المؤرخين لزمن طويل. كان أرسطو أول شخص قد عرف عنه أنه يجمع الكتب بصورة شخصية، واقترح الكتاب، ابتداء من سترابو (64ق.م إلى 24م) ومن جاءوا بعده، أنه كان مصدر الإلهام لفكرة تأسيس مكتبات في العديد من المدن التي احتلها وأنشأها تلميذه الإسكندر الأكبر. من المحتمل أيضا أن تكون فكرة جمع الكتب والنصوص في مكان واحد قد جاءت من أرسطو. فقد ورد أن اهتماماته الفكرية كانت بالمثل ذات نطاق شامل، كما أن تلميذا آخر له، هو ديميتريوس الفالرومي، كان له دور مهم في تصميم وإنشاء مكتبة الإسكندرية. تأسست المدينة على يد الإسكندر عندما احتل مصر في عام 331ق.م، وبحسب الروايات، اختار هو شخصيا الموقع، الذي كان يقع في موقع ملائم في دلتا النيل بين بحيرة ماريوتيس (مريوط حاليا) والبحر، والذي كان يتميز بوجود طرق نقل ممتازة ومرفأين طبيعيين كبيرين على ساحل البحر المتوسط. عندما مات الإسكندر، انتقلت مصر، التي كانت بكل المقاييس أغنى جزء من الإمبراطورية اليونانية الشاسعة، إلى أحد أكثر قواده جدارة بالثقة، وهو بطليموس سوتير، وقسم ما تبقى بين قائدين آخرين، وعرفت المناطق الثلاث معا باسم الممالك الهلنستية. نصب سوتير نفسه ملكا وأسس سلالة حاكمة استمرت تحكم مصر مدة 275 عاما، ولم تنته إلا بالانتحار المأساوي للملكة كليوباترا. لا شك في أن هذا الحكم المديد لم يكن من المسلمات؛ إذ إن سوتير كان نبيلا مقدونيا حديث عهد بالمكانة التي حظي بها؛ فتطلب الأمر برنامجا ضخما من التطوير السياسي والاجتماعي والعسكري والثقافي لتوطيد مركزه بوصفه حاكم مصر بلا منازع. كان التنافس مع ورثة الإسكندر الآخرين شاغلا مستمرا لكل من سوتير وابنه، سوتير الثاني، وبينما جرى بعض هذا التنافس في ميدان المعركة، فإن قدرا كبيرا منه جرت وقائعه على المناضد وأرفف كتب المكتبة والمتحف.
Halaman tidak diketahui