بَزوغيّةٌ شغلَت فكرتي ... بوصفي لها عن بكاء الرّسومِ
كُميتٌ ولكنّها لا تُردّ ... عن نيل غاياتِها بالشّكيمِ
غذتها السّنون الى أن نشتْ ... بجري الهواءِ ولفْح السّمومِ
أقرّ الشِّهادُ لها والعبي ... رُ بطيبِ المَذاقِ وعطر النّسيمِ
يدورُ بها مستديرُ العِذا ... رِ أسلبَ منها لعقل النّديمِ
يُضلّ البَصيرَ بوجهٍ منير ... ويُبري السّقيمَ بطرْف سقيم
فمن لي بقلبي وقد فرّقَتْه ... يدُ الوجدِ ما بين بدرٍ وريمِ
فيا صاحِ إن ساورتك الخطو ... بُ في كونِها عُدّه من خصومي
ومنها في المخلص، وقد أجاد:
فقل للزّمان اتّئدْ إنّني ... بأفضلِ أبنائه في حَريمِ
وإني فلا تطمَعِ الحادثا ... تُ عبدُ الكريم ابنُ عبد الكريم
ومنها في المدح:
ترى الوفْرَ عند استماعِ المدي ... حِ في مُقعِدٍ من نَداهُ مُقيمِ
يقول إذا ما رأى خلّتي ... لكِ الأمنُ منّي بألاّ تُقيمي
من القومِ لولاهُمُلم تُقمْ ... وجوهُ العطايا وسوقُ العلومِ
كم استعبدوا مُقتِرًا بالنّوا ... لِ واصطنعوا جاهلًا بالحُلومِ
وأضحوا يرَوْن تلافي الفقي ... رِ أولى بهم من تلافي العَديم
ومنها:
وأصبحَلا يقتني دِرهمًا ... لغير قضاءِ دُيونِ الرّسومِ
ومنها في صفة القلم:
يُجيل غداةَ الوغى مُرهَفًا ... شديدَ الجِلادِ خفيّ الكُلومِ
نحيفًا يردّ بإسهابِه ... وصولَتِه كلّ خطْبٍ جسيمِ
فما يتميّز عبدُ الحمي ... دِ حين يراهُ من ابنِ الخطيم
ومنها:
فيا منْ تغمّدني بِرّه ... ونزّهني عن سؤالِ اللّئيم
وسالت عِهادُ أياديه من ... خُراسان الى منزلي بالحَريمِ
ولم ينسَني يومَ بثّ النّوا ... ل لا في الخوص ولا في العمومِ
تهَنّ فمجدُك فوقَ النّجو ... مِ واسعَدْ فشانيك تحتَ التّخومِ
وعِشْ في السّرورِ نعِش في السّرور ... ودُمْ في النّعيم ندُمْ في النّعيم
وكتبت من مجموع بخطّ أبي الفضل بن الخازن: أنشدني الصبح أبو محمّد بن حِكّينا من قصيدة:
لاقى طريقَ النُسْكِ شاسعةً ... فاستصحب اللّذّاتِ وانحرفا
يهْوى كؤوسَ الراح تُذكِرُه ... قبَسًا أضاءَ وبارقًا خطَفا
يُهدي المِزاجُ لجيدِه حبَبًا ... مثلَ السّهامِ تعاورت هدَف
وإذا دعاهُ طرْفُ غانيةٍ ... للوصلِ بادره ولو زَحَفا
ومنها:
واسقِ النّديمِ تعُدْ حُشاشتَهُ ... مشمولةٌ لطُفت كما لطُفا
واعقِدْ بطرفِك صُدغَ ذي ترَفٍ ... لمّا ألمّ بخصْرِه انعطفا
كالنّون منحنيًا فإنْ عبِثت ... كفّ أحالت شكلَهُ ألِفا
ذهبت بصِرْفِ الرّاحِ نخوتُه ... فطفِقتُ محتضِنًا ومرتشفا
ومنها:
لله أيامٌ طرَقْتُ بها ... قبلَ الصّباحِ الدّيرَ والخزَفا
والماءُ تُطرِبُهُ منادمتي ... فلو استبدّ برأيه وقَفا
ومنها في المدح:
أهلًا بمن جُعِلت فضائلُه ... أهلًا لأنْ تستنفدَ الصُحُفا
وخلائق مثل النّسيم جرى ... فإذا تعرّضَ للعِدا عصَفا
ولقد عزمتُ بمن سواك على ... شيطان إعساري فما انصرفا
فكما ذكرتُ له نداك مضى ... وكأنّه بالنّجمِ قد قُذِفا
ومنها:
وتراهُ يرفِدُني وأُنشدُه ... مدحي فيُظهِرُ بيننا الطُّرَفا
ومنها في طلب كُسوة:
إن لم تعاجلْهُ بكُسوتِه ... أودى فمنه الثّلج قد ندفا
لو كان في النّيران مسكنُه ... قيظًا فأنشدَ شعرَهُ رجَفا
فتلقّ بالإحسانِ ممتدحًا ... أعيا عليه الجِدّ فانقصفا
1 / 47