وليس من المعقول أن يظل هذا السفر الثمين دون أن يرى النور مطمورا في بطون المخطوطات العربية القديمة، الامر الذي يجعل الاستفادة منه محدودة جدا. وقد خرجت الى النور كتب أقل منه أهمية وشأنا.
وعلى هذا فقد تصديت للكشف عنه وأماطة اللثام عن مكنونه، مع علمي بالصعوبات التي ستلاقيني من جراء فقدان قسم كبير منه، وقد استطعت- بفضل الله وتوفيقه- ان أتغلب على قسم غير يسير من هذا النقص بالرجوع الى الكتب التي استقى قدامة منها مواد كتابه.
وعلى الرغم من الجهد الكبير الذي بذل في سبيل اتمام الكتاب الا ان قسما غير يسير ظل مجهولا. لم اهتد اليه، ولعل ظهور هذا الكتاب الى الوجود يشحذ همم بعض المحققين العرب في البحث عن البقية الباقية منه، والعثور على ما لم أعثر عليه، من منازله الاربع الاولى المفقودة.
ان اخراج هذا الكتاب على ما فيه من نقص في مقدمته الا ان منازله الاربعة الاخيرة تشكل في حد ذاتها وحدة كاملة لمواد الكتاب دون أن يترك ذلك خللا في المعنى أو نقص في الفائدة.
ان هذا الكتاب على ما فيه من نقص خير من أن يظل بعيدا عن جمهرة الباحثين والدراسين عملا بالمثل العربي القائل «ما لم يدرك كله لا يترك جله» .
والله ولي التوفيق.
الدكتور محمد حسين الزبيدي بغداد: ١١/١١/١٩٧٩
1 / 16