العماليق بالحرم بالبر والعطف فاعجبه ذلك فقام, وشكرهم عليه وقال ويحكم انتم في هذه البلدة المجدبة ونحن في الريف والسعة فسيروا فيها معنا.... لكم المواساة فقالوا له ايها الملك قد عرضت جميلا ونحن راغبون في موقعنا هذا لفضله قال. وما فضله قالوا هو حرم الله وله رب عظيم يحرسه ويمنعه ويشرف ساكنه بالصيحة كما سياتي ذكره ان شاء الله.

وكانت كتابة حمير بالمسند وسمي بذلك لانه اسند الي هود فامر في منامه بان ينزه الكتاب المسند عن ان يرقم على الحديد. والأعلام التي ينصبها على الاقاليم وعلم في منامه الخط الحميري فلما ملك الارض باسرها وبلغ من العمر اربعمائة وخمسا واربعين سنة مات بعدما عهد الي ابنه وائل بن حمير بن سبا وكانت مدة ملكه اربعمائة سنة ويقال كانت . وفاته لسبعمائة واثنين واربعين سنة من الطوفان فاستمر الملك في عقبه وكان حمير اذا قعد في مجلس ملكه قعد اخوه كهلان بن سبا عن يمينه. فاذا حضر كهلان عنده لطعام قعد الي جانبه ع اتي وابريقين فغسل عليهما معا ع ادني لليمن يمنة وللأيسر يسرة حتي يعم الغسل جميع الجلسا.

وكان اول من استحدث في غسل الايدي طستين لليمين. والشمال واقتصر كهلان على ما حكم له به ابوه من مؤازرة اخيه حمير. وسلمت اليه العبة وملك الاطراف والشغور فلما تقلد ذلك. وقام به وحسن اثره فيه بالكتب. والوسائل احب ان يوطئ الجيوش ويرتب الولاة فقال لأخيه حمير اني قد عزمت على ان ابعث الجيوش للأطراف والثغور فامر بالمصالح لذلك فامر حمير بالمال والخيل, والبل والطعام والروايا والسلاح وتقدم على اهل المملكة ان يمتثلوا ما يوصي به كهلان اي يامر قال فندب كهلان الي ارض الحجاز وبها جرهم. ومن لفها وولي عليهم سيدهم هي بن بي بن جرهم بن الغوث بن يشدد بن سعد بن جرهم بن قحطان, ويقال يقطن بن عابر وامرهم ان يسمعوا له ويطيعوا امره وقسم عليهم الخيل. والعدة. والسلاح والزاد والروايا واعطاهم الأدلاء وكتب لهي بن بي بن جرهم الي ساكني الحجاز من العمالقة وهب وسعد بن هزان الاولي وبني مطر وبني الازرق وعقار بالسمع والطاعة ودفع الأتاوة وكان كتاب عهده الذي كتب لهي بن بي.

Halaman 410