يعني بعضها فوق بعض يقال طارقت النعل إذا جعلته بعضه فوق بعض ، واختلف في السماء هل هي مسطوحة، أو كروية فذهب قوم إلي أنها مسطوحة، واستدلوا بقوله تعالى أفلا ينظرون إلي الإبل كيف خلقت وإلي السماء كيف رفعت وإلي الجبال كيف نصبت وإلي الأ كيف سطحت [الغاشية] وقال تعالى {الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن} [الطلاق. 2] قالوا يعني مثلهن في العدد، والقيمة وفي هذا الاستدلال نظر وذهب أخرون إلي أن السماء كروية دلهم على ذلك أدلة يطول إيرادها ، واختلف أيضا هل السماءوات هي الأفلاك، أو الأفلاك غير السماءوات فمن ذهب إلي أنها هي الأفلاك استدل بقوله تعالى { كل في فلك يسبحون} [الأنبياء] وهو قول أكثر الناس ، وذهب بعضهم إلي أن الفلك غير السماءوات ، وأنه الحامل للشمس ، والقمر، وسائر النجوم ، ونقل هذا عن الحسن البصري ، وقال أهل التعالىم العالم اسم لجميع الموجودات ، وهو جسم كري يحيط به سطح واحد في ، وسطه نقطة كل الخطوط الخارجة منها إلي السطح المحيط متساوية فتلك النقطة هي مركز العالم ، وزعموا أن هذه الكرة مصمتة ليس لها مكان خال ، بل جميع العالم ملان بأجسام مختلفة قد انقسمت ثلاثة أقسام أحدها ثقيل ، والأخر خفيف قسمان هما الهواء ، والنار ، وما ليس بخفيف ، ولا ثقيل هو الفلك ، وهو عندهم جسيم كري شفاف متحرك حركة دورية ، ويشمل على أشياء متحركة بحركته وقال الرئيس أبو على الحسين بن عبدالله بن الحسين بن على بن سينا. الفلك جرم بسيط كري غير قابل للكون والفساد متحرك بالطبع على الوسط مشتمل عليه ، واحتج بطليموس على كروية الفلك بأن شاهد الشمس ، والقمر، وسائر الكواكب تتحرك أبدا من المشرق إلي المغرب ، وحركاتها على دوائر توازي بعضها بعضا فتبدو طالعة من المشرق قليلا قليلا على تقوس تشاهد ، حتي توافي أفق المغرب فتغيب كأنها وقعت في الأرض فتغيب عن الأبصار مدة الليل ، ثم تعود طالعة من أفق المشرق كذلك ، وامتحن أصحاب الرصد المأموني ذلك بأن رصدوا حسوفا قمريا ابتدا بخراسان على مضي ساعة من الليل وكان ابتداؤه بالعراق قبل الغروب ، وطلع القمر منخسفا فعلم بذلك أن القمر طلع على العراق قبل طلوعه على خراسان ، وأن الشمس غربت عن أهل العراق بعد أن غربت عن أهل خراسان قالوا ومن تأمل السماء في أي وقت من الليل وجد فوقه نصف كرة فيها ستة بروج ، فإذا تأملها في مثل ذلك الوقت من الليل بعد انقضاء ستة أشهر شمسية وجد نصف

Halaman 76