الطبري قول من قال كان الليل قبل النهار لان النهار هو الشمس ولم تخلق الا بعد ما دحيت الارض وبسطت كما قال {انتم اشد خلقا ام السماء بناها} {رفع سمكها فسواها} {واغطش ليلها واخرج ضحاها} [النازعات. 27، 28، 29] فاذا كانت الشمس خلقت بعدما سمكت السماء واغطش ليلها فمعلوم انها قد كانت قبل ان تخلق الشمس وقبل ان يخرج الله من السماء فهي مظلمة لا مضيئة وايضا فان النهار هو الهاجم على الليل فان الشمس اذا غابت فذهب ضوها ليلا او نهارا اظلم الجو ويعلم دلا ان النهار هو الهاجم على الليل بضوئه، ونوره، وقد احتج اخر بقوله تعالى {لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل ساب النهار} [يس. 40] وزعم ان طلاع الدنيا برج السرطان وان الكواكب كانت في اشرافها فزحل في الميزان والمشتري في السرطان, والشمس في في الحمل في العاشر. وذلك موجب ان النهار خلق قبل الليل وايضا فان النور وجود والظلمة عدم. والابتداء بلاوجود الموجود اولي فعلى هذا يكون الليل قبل النهار اختلف في بد خلق الشمس والقمر فروي ابن عباس فيه ان الله تعالى خلق يوم الجمعة الشمس والقمر. والنجوم والملائكة الي ثلاث ساعات بقين منه وفي حديث ابي هريرة المتقدم خلق الله النور يوم مسا قال الطبري وان ذلك كان, عند خلق الله تعالى قبل خلقه اياهما خلقا كثير, غيرها مت خلقهما لما هو اعلم به في مصلحة خلقه فجعلهما دائبي الجري ثم فعل منهما فجعل احدهما اية الليل والاخر اية النهار وفي اية الليل وجعل اية النهار مبصرة وقد اختلف في سبب اختلاف حالتي الليل, والنهار فقيل سبب ذلك ان ضو الشمس من كسوة كسيتها من ضو العرش وان نور القمر من كسوة كسيتها من نور الكرسي واورد الطبري حديثا يشهد لذلك من رواية ابي نعيم عمر بن صبح بن عمران التميمي وقال العدوي الخرساني السمرقندي عن البلخي عن مقاتل بن حيان عن عبد الرحمن بن ابزي عن ابي ذو الغفاري قال كنت أخذ بيد رسول الله. ونحن نتماشي جميعا نحو المغرب وقد طفلت الشمس فما زلنا ننظر اليها حتي غابت قال قلت يا رسول الله اين تغرب قال تغرب في السماء فت ترفع من السماء الي سماء حتي ترفع الي السماء السابعة العلىا حتي تكون تحت العرش فتخر ساجدة فتسجد معها الملائكة الموكلون بها ع تقول يا رب من اين تامرني ان اطلع امن مغربي ام من مطلعي قال فذاك قول { والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العلىم} [يس. 38] قال معني ذلك صنع الرب العزيز في ملكه العلىم - بخلقه قال

Halaman 66