وقد صنف له الحافظ ابو الخطأب ابن دحية كتاب المولد النبوي[ نعم وكان الخلفا الفاطميون يعملون بالقاهرة مولد رسول الله في ثامن عشر شهر ربيع الاول ويعملون مولد على بن ابي طالب ومولد فاطمة الزهراء ومولد الحسن ومولد الحسين رضوان الله عليهم . ومولد الخليفة منهم فيحتفلون لذلك احتفال بحسب علو تلك الهمم كما ذكرته في ]كتاب الاعتبار بذكر الخطط ت ثم قدم الي مدينة مصر الشيخ ابو عبدالله محمد بن موسي بن النعمان الهزالي الهنتاتي المغربي التلمساني المولد الفاسي المنشا الفقيه الزاهد ونزل بزاويته المعروفة به قوم من المعلقة. وصار له بها اتباع ومريدون فراي نصاري الكنيسة المعلقة في ليلة ا وهم في حركة وكانوا اذ ذاك عدد كثيرا ولهم اموال وتراجم فسال عن ذلك فقيل ان هذه ليلة الميلاد التي يزعمون ان فيها ولد المسيح شي وهي من مواسم عباداتهم التي يعتنون بها فقال نحن احق ان نعمل هذا لنبينا وصار يجمع اصحابه بزاويته في ليلة المولد النبوي من شهر ربيع الاول فيقرأون القرءان الكريم ويأكلون عنده ما تيسر ولم يزل على ذلك. حتي مات بزاويته من فسطاط مصر في ليلة الاحد تاسع شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين وستمائة فلم يزل الناس يقتدون به في عمل المولد. حثي كثر عمله من كل احد من الرجال, والنسا لاسيما من حين عمله السلطان الملك الظاهر برقوق بقلعة الجبل وجمع فيه الامرا والعلماء ولأصلحا والقضاة والقرا. والوعاظ ومد لهم الاسمطة الجليلة من الاطعمة الفائقة.

والحلاوات وخلع الخلع الكثيرة في مدة سلطته واقتدي به من جاء بعده من السلاطين وهم على عمل ذلك الي يومنا هذا من سنة اربع واربعين وثمانمائة.

وانتشر عمل المولد في الامصار ببالد المغرب وبالد الشام. ومكة. وغيرها حثي صار من المواسم التي تنفق فيها الاموال الجزيلة لا انه استحال الي لهو ولعب فتطرب القرا في قراءاتهم بالألحان الموسيقية وانشد الوعاظ قصائد الغزل ونحوه ومنهم من تتبع ذلك بالرقص على سماع المواصيل وغنا المغنين ويعدون ذلك عبادة {ولو شا ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون} [الانعام. 112] ليلة الاسراء ادركت الناس وهم يعدونها جليلا فيجتمعون بجوامع القاهرة ومصر وبجوامع بالد الشام في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب وقد بالغوا في اشعال القناديل فيقرأون القرءان الكريم, ويصلي الناس المتعبدون ما تيسر لهم, ويسمونها صلاة الرغائب ويجعلونها ليلة عبادة الا انه صار في اجتماعهم تختلط الرجال والنسا. والشباب فيكثر لغطهم وحديثهم

Halaman 171