Kef Takhsha'een fi al-Salah
كيف تخشعين في الصلاة
Genre-genre
واعلمي أن حسن الصوت بالقرآن ليس هو تلك النغمات التي قد تُخرج القرآن عن معناه كالمد في غير موضع المد، أو زيادة الغنة للحرف أكثر من حقه، وإنما حسن الصوت هو خفض الصوت في مواضع الخوف والبكاء والتباكي، وإظهار معنى الآيات بحيث يشد السامع للآيات كأنما يخاطب هو بها، وقد قال –ﷺ: " إن من أحسن الناس أصواتًا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله " (١) .
والحرص في المد في مواضعه يزيد القراءة حسنًا وكانت قراءة رسول الله –ﷺ مدًا. (٢)
واحرصي أن تطيلي في هذه القراءة بقدر ما تستطيعين، وذلك ليرق قلبك وتزدادين خشوعًا، كما أن طول القراءة وطل القيام أفضل الصلاة، وقد قال –ﷺ: " أفضل الصلاة طول القيام " (٣) .
عليك بتفهم ما تقرئي، فما دعاك الله لفعله تعزمين على فعله والمسارعة إليه، وما دعاك لتركه ونهاك عنه، تعزمين على تركه والبعد عنه، وهذا هو التدبر الذي أمر الله به حيث قال: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: ٢٤]
وقال: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا) [النساء: ٨٢]
_________
(١) قال الألباني: حديث صحيح رواه ابن المبارك في الزهد، (١/١٦٢) من الكواكب ٥٧٥ والدارمي، وابن نصر والطبراني وأبو نعيم في أخبار أصبها والضياء في المختارة، انظري صفة الصلاة ١٠٦.
(٢) عن قتادة قال: " سئل أنس كيف كانت قراءة النبي –ﷺ فقال كانت مدا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم" رواه البخاري قال في المرقاة: "والمراد أنه كان يمد ما كان في كلامه من حروف المد واللين بالقدر المعروف وبالشرط المعلوم عند أرباب الوقوف"
(٣) رواه مسلم والطحاوي.
1 / 29