Bintang-bintang Bercahaya dalam Penjelasan Sahih Bukhari
الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري
Penerbit
دار إحياء التراث العربي
Lokasi Penerbit
بيروت-لبنان
Genre-genre
ابْنِ عَمْرٍو - رضى الله عنهما - عَنِ النَّبِىِّ ﷺ قَالَ «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا، أَوْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ، حَتَّى يَدَعَهَا
ــ
ثلاثة تابعيون بعضهم روى عن بعض الأعمش وابن مرة ومسروق. قوله: (أربع) مبتدأ بتقدير أربع خصال أو خصال أربع وإلا فهو نكرة صرفة والشرطية خبره ويحتمل أن تكون الشرطية صفته وإذا ائتمن خان إلى آخره خبره بتقدير أربع كذا هي الخيانة عند الائتمان ونحوه وقد مر توجيهه في ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان. قوله: (كان منافقًا) معناه على ما تقدم من الوجوه السبعة ووصفه بالخلوص يشد عضد الوجه السادس والسابع أي كان منافقًا عمليًا لا إيمانيًا أو منافقًا عرفيًا لا شرعيًا إذ الخلوص بهذين المعنيين لا يستلزم الكفر الملقى في الدرك الأسفل وأما كونه خالصًا فيه فلان الخصال التي تتم بها المخالفة بين السر والعلن لا تزيد عليه. قال ابن بطال خالصًا معناه خالصًا في هذه الخلال المذكورة في الحديث فقط لا في غيرها. وقال النووي أي شديد الشبه بالمنافقين بسبب هذه الخصال وقال ولا منافاة بين الروايتين من ثلاث خصال كما في الحديث الأول أو أربع خصال كما في هذا الحديث لأن الشيء الواحد قد يكون له علامات كل واحدة منها يحصل بها صفته ثم قد تكون تلك العلامة شيئًا واحدًا وقد تكون أشياء. وقال الطيبي لا منافاة لأن الشيء الواحد قد يكون له علامات فتارة يذكر بعضها وأخرى جميعها أو أكثرها وأقول الأولى أن يقال التخصيص بالعدد لا يدل على الزائد وعلى الناقص. قوله: (الخصلة) هي الخلة بفتح الخاء فيهما (والمعاهدة) المحالفة والمواثقة (والغدر) ترك الوفاء وأصل الفجور الميل عن القصد والشق فمعنى (فجر) مال عن الحق وقال الباطل أو شق ستر الديانة. قال النووي في شرح هذا الصحيح حصل من الحديثين أن خصال المنافق خمسة وقال في شرح مسلم (وإذا عاهد غدر) هو داخل في قوله: (إذا ائتمن خان) يعني هو أربعة. وأقول لو اعتبرنا هذا الدخول فالخمس راجعة إلى ثلاث فتأمل والحق أنها خمسة متغايرة عرفًا وباعتبار تغاير الأوصاف واللوازم أيضًا ووجه الحصر فيها أن إظهار خلاف الباطن أما في الماليات وهو إذا ائتمن خان وإما في غيرها وهو إما في حالة الكدورة وهو إذا خاصم وإما في حالة الصفا فهو إما مؤكدة باليمين وهو إذا عاهد أولًا فهو إما بالنظر إلى المستقبل وهو إذا وعد وإما بالنظر إلى الحال وهو إذا حدث. قال الخطابي قال حذيفة وإنما كان النفاق على عهد رسول الله ﷺ ولكنه اليوم هو الكفر بعد الإيمان ومعناه أن المنافقين في ذلك الزمان لم يكونوا
1 / 151