264

============================================================

ومن كراماته: أن رجلا شكا له دينا، فقال: اقترضن، وأنا اضمن، فضمن، فطولب عند الاستحقاق، فقال لرب الدين: اذهب، فإن وجدت في المسجد شيئا فخذه.

فذهب، فإذا في المسجد ضوة فيها ذلك وزيادة.

وعجنت أثه فذهبت تاتي بنار لتخبزه، فأتاه سائل فأعطاه العجين، فجاءت فقالت: أين العجين ؟ قال: ذهبوا يخبزونه. فاكثرث عليه، فأخبرها، فقالت: لابد من شيء نأكله، فإذا برجل لا يعرف جاء بجفنة عظيمة مملوءة خبزا ولحما، فقالت: ما أسرع ما رݣوه عليك، خبزوه، وجعلوا معه لحما: وكان يحج من بلاد فارس إلى مكة في الهواء.

وكان يأخذ متاعا من التجار فيتصدق، فأخذ مرة فلم يجد ما يوفيه فقال: يا رب، ينكسر وجهي عندهم. فدخل فإذا هو بخجوالق (1) من الأرض إلى سقف البيت مملوءة دراهم، فقال: يا رب، ليس أريذ هذا. فأخذ حاجته، وترك البقية.

وقال له رجل : لي عليك ثلاث مثة، قال : من اين ؟ قال : لي عليك . قال : اذهب إلى غل. ثم قال: اللهم، إن كان صادقا فأد إليه، وإلأ فابتله في بدنه، فجيء به محمولا مفلوجا، فقال: التوبة . فقال: اللهم، إن كان صادقا فعافه .

فكأنما نشط من عقال.

وآذاه رجل وأغلظ فرفع يديه إلى الشماء وقال: اللهم، إن هذا قد شغلنا عن ذكرك، فارخنا منه، فخر ميتا.

وجزع عند الموت جزعا شديدا، وقال: أريد أن أسافر سفرا ما سافرته قط، وأسلك طريقا ما سلكته قط، وأريد أن أدخل تحت الثراب فابقى تحته إلى يوم القيامة، ثم أوقف بين يدي الله تعالى فماذا أقول ؟

وكان مشغولا بالتعبد، فلم تعرف له رواية، رحمه الله.

(1) الجوالق: معرب جوال، وعاء من أوعية الطعام. والعامة تعربه شوال. متن اللغة (جولق).

164

Halaman 264