157

============================================================

وقال: إنما تهلك هذه الأمة من قبل نقض مواثيقها.

وقال: مثل القلب والجسد مثل أعمى ومقعد، قال المقعد: أرى ثمرة فلا استطيع أقوم إليها فاحملني، فحمله فاكل وأطعمه.

وقال: "لا تكونن إن استطعت أؤل من يدخل الشوق، ولا آخر من يخرج منها، فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته" أخرجه مسلم عنه (1) .

وقال له عبد الله بن سلام: إن مت قبلي فاخبرني ما تلقاه، وإن مث قبلك أخبرتك. فمات سلمان قبله فرآه، فقال: كيف أنت؟ قال: بخير. قال: أي الأعمال وجدت أنفع ؟ قال : وجدت التوگل شيئا عجيبا.

وفي رواية : عليك بالتوگل، نعم الشيء التوكل.

ولما مرض دخل عليه سعد يعوده، فقال: أبشز، ثوفي رسول الله وهو عنك راض. قال: كيف يا سعد؟ وقد سمعته يقول "لتكن بلغة أحدكم من الدنيا كزاد الراكب" قال سعد: اعهذ إلينا عهدا نأخذ به. قال : اذكز ربك عند هيك إذا هممت، وعند حكمك إذا حكمت، وعنديدك إذا قسمت(2).

وقيل له: أوصنا. فقال: من استطاع منكم أن يموت حاجا، أو غازيا، أو عامرا لمسجد ربه فليفعل، ولا يموتن تاجرا ولا جابيا.

وفي رواية : بكى عند الموت، فقيل له: ما ئبكيك ؟ قال : إنما يحزنني أن حيبي عهد إلي حين فارقنا فقال: اليكن بلغة أحدكم كزاد الراكب" فبيع متاعه كله بعد موته فبلغ آربعة عشر درهما(3).

مات سنة سث وثلاثين، وقيل: سبع وثلاثين، وقيل: أربع وثلاثين عن (1) اخرجه مسلم في صحيحه (2451) في فضائل الصحابة، باب من فضائل آم سلمة.

(2) اخرجه أحمد في المسند 438/5، وابن ماجه (4104) في الزهد، باب الزهد في الدنيا، وأبو نعيم في الحلية 195/1، 196، والحاكم 317/4 وصححه، ووافقه الذهي. وفي المطبوع: أقسمت.

(3) اتظر الحاشية السابقة.

15

Halaman 157