(( ولا )) ينعقد أيضا (( بأهل المدينة )). أي: مدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .(( وحدهم إذ هم بعض الأمة )). والأدلة إنما تناولت كل الأمة .
وروي عن مالك: أنه حجة.
فقيل: على جهة التعميم.
قيل: بل مراده أن روايتهم مقدمة على رواية غيرهم .
وقيل: بل مراده أن إجماعهم حجة في المنقولات المستمرة، كالأذان والإقامة .وهذه التأويلات من أصحاب مالك لما استضعفوا هذه المقالة.وفي كلها بعد لا يخفى على المتأمل. والله أعلم.
احتج مالك بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( إن المدينة طيبة تنفي خبثها كما ينفي الكير خبث الحديد ) والباطل خبث فينتفي عنها. والجواب: أن هذا دليل على فضلها. لما علم من وجود الباطل فيها كالفسق والمعاصي .ولا يدل ذلك على انتفاء الخطأ عما اتفق عليه أهلها بخصوص، فلا يدل على أن إجماع أهلها حجة.
ابن الحاجب: العادة تقضي بأن مثل هذا الجمع المختص من العلماء، لا يجمع إلا عن دليل راجح.
قلنا: يلزم مثله في غيرها من الأمصار، كمصر وبغداد. وأيضا أكابر الصحابة كانوا خارجين عنها، وذلك يستلزم أن لا يعتد بخلافهم لأهل المدينة. كعلي عليه السلام، وابن مسعود، وغيرهما. وفي هذا من البعد مالا يخفى على أحد. والله أعلم.
(( قال الأكثر )) من الأمة أكثر المعتزلة، وبقية الفرق غير الزبدية، وروي عن القاسم عليه السلام (( ولا )) ينعقد الإجماع أيضا (( بأهل البيت عليهم السلام )). وهم: عثرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذين هم: علي، وفاطمة، والحسنان، عليهم السلام في عصرهم. ومن كان من أولاد الحسنين من قبيل الآباء من المؤمنين المجتهدين
(( وحدهم لذلك )).أي: لأنهم بعض الأمة .
Halaman 49