فأما لو أشار الشيخ برأسه، أو بإصبعه، إلى أنه سمعه؟
قيل: فهو أيضا يقوم مقام التصريح في الجواب، في جواز الرواية، ووجوب العمل.إلا أنه لا يقول عند الرواية: حدثني، ولا أخبرني، ولا سمعت.
وقيل: بل يقول ذلك.
وإنما كانت الأولى أقوى من هذه. لأن المستمع أخذ ذلك من لسان القارئ، وذلك اكثر تحقيقا.
(( ثم )) بعدهما في القوة:
الطريق الثالثة وهي: (( المناولة )).
وصورتها أن يقول: قد سمعت ما في هذه الكتاب، أو هو من سماعي، أو من روايتي عن فلان، أو يطلقه ولا يسند.
وإنما سميت هذه الطريق مناولة، لأن الشيخ كالذي ناول المخاطب كتابا يروي عنه ما فيه .
قيل: وليس من شرطها حضور الكتاب المناول، بل يكفي التعيين بالإشارة، وإن غاب الكتاب. وسواء قال: اروه عني، أولم يقل ذلك. فيقول عند الرواية: أخبرنا، أو حدثنا _ مناولة _ أو آذنا، أو ناولنا .
وهل له أن يطلق فيقول أخبرني أو حدثني ؟
قيل: يجوز.
وقيل: لا يجوز.
ولا يروي عن غير النسخة المناولة إلا إذا أمن الاختلاف. والله أعلم.
Halaman 39