وما زال الوهابيون يترقبون الفرصة للتمكن من الانتشار في اليمن، فحين انشغل اليمنيون بحروف داخلية استطاعوا أن يسربوا أفكارهم إلى عقول بعض السذج تحت غطاء التسنن، وساعدت المطامع التي كانوا يقدمونها لأصحاب النفوس الضعيفة ممن يعتنق مذهبهم أو يؤيده على الأقل على ذلك.
وكانت أول أعمال الوهابيين في اليمن بث الفرقة في صفوف اليمنيين بتحريض القحطاني على العدناني والعكس وتشويه الشافعي عند الزيدي والعكس، وبهذا تغلغلوا في أوساط الشعب المسكين المشغول بإصلاح أموره وترتيب أوضاعه.
ولا زال علماء الزيدية والشافعية في اليمن يقفون للوهابيين بالمرصاد فيناظرونهم، ويجيبون على مؤلفاتهم، ويردون على ما يبثونه من إشاعات بواسطة أشرطة الكاسيت.
ولما كانت دعوة الوهابيين تخاطب العوام أكثر مما تخاطب العلماء والمثقفين لأنها لاتملك إلا التزييف والتغرير فهي تسعى إلى بث أشرطة الكاسيت في أوساط العوام وهي محملة بأنواع التغرير والتشويه والكذب على مخالفيهم عامة وعلى الزيدية خاصة.
وفي كل ذلك كان الوالد العلامة بدر الدين الحوثي لهم بالمرصاد فقد ألف كتبا ورسائل كثيرة في الرد عليهم وإبطال حججهم، وحذر من الفرقة التي ينشرها الوهابيون، ودعا إلى التقريب بين المذاهب الإسلامية.
وهذه الرسالة التي بين يديك هي عبارة عن شريط كاسيت أجاب به الوالد العلامة بدر الدين على أحد مشائخ الوهابيين، رأى بعض الأخوة أن ينقله إلى كتيب ثم قام بعرضه على المؤلف ليصححه فاستحسن أن يبقى على ما هو عليه من سهولة العبارة وبساطتها.
ثم طلب مني الوالد العلامة بدر الدين أن أقدمه للطبع لتعم فائدته، فقمت بمراجعته وتقطيع نصوصه وترقيمها حسب الطرق المتعارف عليها، كما أضفت إليه بعض التعليقات، وأدخلت عليه بعض الجوانب الفنية في شكل إخراجه، وما أضفته في الأصل لتوضيح المعنى جعلته بين معكوفين هكذا: [ ]، ثم عرضته أخيرا عليه فأقره.
Halaman 2