ومهما لم تزل النعمة بالحسد لم يكن على المحسود من ضرر في الدنيا ولا كان عليه إثم في الآخرة ولعلك تقول ليت النعمة كانت تزول عن المحسود بحسدي وهذا غاية الجهل والغباوة فإنه بلاء تشتهيه أولا لنفسك فإنك لا تخلو أيضا من عدو يحسدك فلو كانت النعم تزول بالحسد لم يبق الله عليك نعمة ولا على الخلق نعمة حتى نعمة الإيمان لأن الكفار يحسدون المؤمنين عليه قال الله تعالى ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم وإن اشتهيت أن تزول نعمة الغير عنه بحسدك ولا تزول عنك بحسد الغير فهذا غاية الجهل والغباوة فإن كل واحد من حمقاء الحساد أيضا يشتهي أن يخص بهذه الخاصة ولست بأولى من غيرك فنعمة الله عليك في آن لم تزل نعمة عليك بحسد غيرك من النعم التي يجب عليك شكرها وأنت بجهلك تكرهها وأما إن المحسود ينتفع به في الدين والدنيا فواضح وأما منفعته في الدين فهو أنه مظلوم من جهتك لا سيما إذا أخرجك
Halaman 67