وفى الثانية:
(مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا) .
ما فائدة العدول عن قوله: "يبغض "، إلى قوله " لا يحب " مع أنه لا يلزم من نفى المحبة: البغض؟ .
وما فائدة تخصيص كل آية بما ذكر فيها؟ .
جوابه:
أن البغض: صفة مكروهة للنفوس، فلم يحسن نسبته إلى الله تعالى لفظا. وأيضا: فلأن حال العبد مع الله تعالى إما طاعته أو عدمها.
فإذا انتفت محبته لنفى طاعته تعين ضدها، فعبر بما هو أحسن لفظا.
وأما كفار أثيم: فإنها نزلت في ثقيف وقريش لما أصروا على الربا، وعارضوا حكم الله تعالى بقولهم: (إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا)، فهم كفار بالدين، آثمون بتعاطي الربا، والإصرار عليه.
وأما آية النساء الأولى: فجاءت بعد قوله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا)، وبعد قوله: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) . والعبادة هي التذلل للمعبود والتواضع له، وكذلك الإحسان إلى الوالدين يقتضي التواضع لهما، وذلك ينافي الاختيال والعجب والتفاخر، ويؤيده قوله سبحانه: (وَبِذِي الْقُرْبَى) الآية.
1 / 121