Penyingkapan Kesedihan
كشف الغمة
البلاغة لائح، ولو لا اشتهاره ووجوده لأفردت لشيء منه فصلا يعرف منه مقداره، ويعلم أنه الجواد الذي لا يدرك شأوه [1] ولا يشق غباره.
وأما علم تصفية الباطن وتزكية النفس: فقد أجمع أهل التصوف من أرباب الطريقة وأصحاب الحقيقة أن انتساب خرقتهم إليه، ومعولهم في سلوك طرقهم عليه.
وأما علم التذكير بأيام الله والتحذير من عذابه وعقابه: فالمقتدى به في ذلك الحسن البصري، وكان تلميذا له (عليه السلام)، وبذلك كان شرفه وفخره، وبه طلع بين المذكرين فجره.
وأما علم الزهد والورع: فقد كان في الصحابة من الزهاد كأبي الدرداء وأبي ذر وسلمان الفارسي رضي الله عنهم، وكانوا جميعا تلامذة لعلي، بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) اهتدوا وبعلي اقتدوا، وسأذكر فصلا في زهده (عليه السلام) إن شاء الله.
وأما علم مكارم الأخلاق وحسن الخلق: فإنه (عليه السلام) بلغ في ذلك الغاية القصوى حتى قال عنه أعداؤه: فيه دعابة وانه امرؤ تلعابة [2]، وإنما كانت سهولة أخلاقه مع ذوي الدين وصالحي المؤمنين، وأما من كان من غيرهم فإنه كان يوليه غلظة وشدة، طلبا لتأديبه ورغبة في تهذيبه، فكان (عليه السلام) في ذلك من الموصوفين بقوله تعالى: فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين [3].
وأما الشجاعة والنجدة والقوة: فاتصافه بذلك أشهر من النهار، وأظهر من الشمس لذوي الأبصار، أقر بذلك المؤالف والمخالف، واعترف به العدو والمخالف، وشهد به الولي والحسود، وأسجل بصحته السيد والمسود، وذل لسطوته وصرامته [4] الأساود والأسود، هو الذي دوخ الفرسان [5]، واذل الشجعان، وكان وكان، من كأبي الحسن إذا احمر البأس وحام الناس، قسوا ولا نوافلهم هذه وهذه في العنف والرفق، وسأذكر في تضاعيف هذا الكتاب من ذلك ما يكون عبرة لأولي الألباب.
Halaman 145