جبريل وصلى، وصليت معه ركعتين، ثم قال لى: هكذا الصلاة يا محمد، ثم انصرف.
فأتيت خديجة، وقد صنعت لى طعاما، وأرسلت في طلبي، فلم تجدني فلما رأتنى وجدتنى متغير اللون، كأن في وجهى غبارا، فمسحته، فلم يذهب، فقالت: ما لك يا ابن عبد الله? فقلت: أرأيتك الذى كنت أخبرتك، أنى كنت أسمع صوته، ولا أراه، فقد والله بدا لى اليوم، قالت: وكيف ذلك? فقصصت عليها ما كان، فقالت: ألم أخبرك أن ربك لن يصنع بك إلا خيرا؟.
فلبست خديجة ثوبها، ثم انطلقت إلى عداس الراهب، وهو عالم من علمائهم، يقال له شيبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف(1)، فقال لها: ما لك يا سيدة نساء قريش؟ وكانت تسمى بهذا الاسم في نساء قريش، فقالت: أنشدك الله يا عداس، هل سمعت في ما سمعت بجبريل? فقال عداس: ذلك ظاهر ربنا، ما لك تذكرينه بهذا البلد? أنبئينى، فذكرت له ما ذكر لها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: نعم والله، إنه لرسول الله.
ثم انطلقت إلى ورقة بن نوفل، وهو عمها، وكان ورقة طلب الدين، فخالف دين آبائه، وتنصر قبل أن يبعث النبى لليل، فأخبرته بما ذكر النبي لها،
Halaman 200