126

Kashf al-Zuyuf

كواشف زيوف

Penerbit

دار القلم

Nombor Edisi

الثانية

Tahun Penerbitan

١٤١٢ هـ - ١٩٩١ م

Lokasi Penerbit

دمشق

Genre-genre

إلى غير ذلك من مندساتٍ زيوف. * * * الأصل الثاني عشر تحويل النظر عن دائرة المسألة الأساسية التي هي محل النزاع والمناظرة، والاستدراج إلى أمور جانبية أولًا، ثمّ إلى أمور أخرى. وفي هذه المغالطة خروج عن موضوع المناظرة بحيلة، وهي مراوغة لا تجوز في حلبات مناظرات شريفة يراد منها الوصول إلى معرفة الحق، واكتشافُ الشبهات التي تغشي على الرؤية، فتحجبُ أحد المتناظرين أو كليهما عن رؤية الحقيقة المنشودة عارية. ويستخدم المضلون هذا النوع من المغالطات استخدامًا واسعًا جدًا، لأنهم لا يجدون غيرها مهربًا، إذ يحصرهم مناظروهم من أصحاب الحق في دائرة لا يملكون فيها غير التسليم، فإذا وجدوا أنفسهم كذلك قفزوا بحبال الاستطراد إلى دائرة أخرى. فقد تكون المناظرة مثلًا حول قضية الإيمان بالله الرب الخالق ﷿، وأدلة هذه القضية، ويعرض المؤمن الحكيم العالم جملة من أدلة الإيمان، حتى يحصر خصمه الملحد في دائرة من البراهين توجب عليه التسليم والاستسلام. لكن الملحد الجاحد يراوغ بحيلة من حيل الاستطراد، ويقفز على أضعف الخيوط لينتقل إلى دائرة أخرى، وقد تكون هذه الدائرة بعيدة جدًا عن الدائرة الأولى، إلا أنها ذات صلةٍ ما بها، وهذه الدائرة تتعلق ببعض الأحكام الدينية، كمسألة الرق، أو تعدد الزوجات، أو نظام الاقتصاد وحقوق العمال والفلاحين، أو واقع حال دولة قائمة تحمل راية الإسلام، أو سلوك عالم ديني، أو سلوك داعٍ من دعاة الفكر الإسلامي، أو أية شبهة من الشبهات التي طرحها المستشرقون ضد الإسلام وشرائعه وأحكامه ومصادره. فعلى المناظر المسلم أن يكون واعيًا حذرًا، ولا يسمح للمناظر

1 / 137