فتمتمت برجاء: لقد عاشت أمي تسعين عاما.
فقلت برجاء أيضا: ربنا يطول عمرك يا قرنفلة. •••
وجئت يوما في ميعادي فوجدت مقاعد الشباب خالية، تبدى المقهى في منظر غريب وخيم عليه هدوء ثقيل. وانشغل الشيوخ بألعابهم وأحاديثهم أما قرنفلة فجعلت تنظر نحو مدخل المقهى بترقب وقلق، وجاءت وجلست إلى جانبي وهي تقول: لم يجئ أحد منهم، ماذا جرى؟ - لعل موعدا شغلهم؟ - كلهم! ألم يكن بوسعه أن يخبرني ولو بالتليفون؟ - أظن أنه لا داعي للقلق.
فقالت بحدة: ولكن توجد دواع للغضب.
ومضت الليلة دون ظهور أحد منهم، وحتى مساء اليوم التالي لم يظهر لأحد منهم أثر، وتغير طبع قرنفلة ومضت تنتقل بين الداخل والخارج في عصبية.
وسألتني: ما تفسير ذلك في نظرك؟
فحركت رأسي في حيرة، وقال زين العابدين عبد الله : إنهم شبان لا يثبتون على حال، ولعلهم انتقلوا إلى مكان أنسب لهم.
فقالت له بغضب: يا لك من غبي! ولم لم تنتقل أنت إلى مكان أنسب لك؟
فضحك ببلادة منيعة وقال: إني في أنسب مكان لي.
وقلت على سبيل المواساة: سنراهم فجأة مقبلين.
Halaman tidak diketahui