فهزت منكبيها فتساءلت: أكان يداري طمعه في مالها بالتظاهر بالحب؟ - كلا، كان يحبها وما زال، ولكنه طمع في مسرة يتسلى بها، ولعل الوغد ظنني فتاة مستهترة. - متى أعلن رغبته؟ - مرات ولكني أقصد المرة الأولى عقب أول اعتقال. - رغم عناده أعتقد أنه يائس من ناحية قرنفلة. - ولماذا ييئس؟ إنه قابع ينتظر رزقه.
ثم ختمت قصصها العاطفية قائلة: وغيرهما كثيرون!
وعند ذاك سألتها باهتمام خفي: ألم يكن المرحوم حلمي حمادة واحدا منهم؟
فأجابت بدهشة: كلا! - أصارحك بأنني تخيلت بينكما حكاية!
قالت بأسى: كنا صديقين حميمين.
ثم بلهجة اعترافية: لم أحب في حياتي إلا إسماعيل. - أما زال هذا الحب قائما؟
ولكنها تجاهلت سؤالي.
وقصتها مع الثورة مكررة لقصة إسماعيل. وعن أول اعتقال قالت لي: قبض علي لصلتي المعروفة بإسماعيل، ولم تكن توجد شبهة ضدي، كما أقسمت لهم بأنه لم يكن يوما من الإخوان، ولم أحجز أكثر من يومين، ولم توجه إلي إساءة.
وابتسمت في أسى وقالت: المتاعب الحقيقية صادفتني في البيت، وقالت لي أمي هذا هو إسماعيل، وهذه هي المصائب التي تجيء من ناحيته.
وتجهم وجهها وهي تستطرد: وتصادف أن جاء اعتقالي بعد أسبوع واحد من القبض على أبي بتهمة العربدة والاعتداء على شرطي!
Halaman tidak diketahui