وحكى النضر بن الشُّمَيل عن الخليل بن أحمد أنه قال لحن أيوب بن كيسان فقال أستغفر الله. وحكى
يحيى بن أكثم عن نفسه قال: فبينما أنا جالسٌ مع المأمون إذْ دخل الدار فتى أبْرعُ الناس زِيًّا وهيئة
ووقارًا وهو لا يلتفت إعجابًا بنفسه. فنظر إليه المأمون فقال: يا يحيى. إنَّ هذا الفتى لا يخلو أن
يكون هاشميًا أو نحويًا. ثم بعثنا من يتعرَّف ذلك منه، فعاد الرسول إلينا فأخبرنا أنه نحويّ. فقال
المأمون: يا يحيى. أعلمتَ أن عِلْم النحو قد بلغ بأهله من عزَّة النفس، وعُلُوّ الهمَّة منزلة بني هاشم
في شرفهم. يا يحيى من قعد به نسبه، نهض به أدبه.
وفي معنى قول المأمون هذا يقول الشاعر:
كُن ابن من شِئت واتخذ أدبًا ... يُغْنيكَ مَأْثورُه عن الحسبِ
وقال الآخر:
إنَّ الفتى من يقول ها أنذا ... ليس الفتى من يقول كان أبي
1 / 88