Kanz Fawaid
كنزالفوائد
يفعل الشئ ليس على ان لا يفعل فقولنا أنت قادر على ان لا تمشي معه إنما نريد انه قادر على ان يفعل ضد الشئ وما لا يقع المشي معه وكذلك في الارادة وإذا كان هذا كما وصفنا لم يجز لعاقل ان يقتصر في هذا الباب على ما يطلقه الناس من عباراتهم ويدع التأمل للمعنى الذي تعلق به الذم في العقول وايضا فانا نعلم انهم كما يقولون لمن لم يصل اسات إذ لم تصل فكذلك يقولون له اسات في تركك الصلاة وتشاغلك عنها بما لا يجدى عليك في دين ولا دنيا وفرطت وضيعت وظلمت زيدا إذ منعته حقه الذي له عليك وفعلت ما لا يحل ولا يحمد فيعلقون الذم في ظاهر القول بافعال وقد علمنا انهم لم يقصدوا من الذم باحد القولين إلا الى ما يقصدونه بالاخر وفي أحد القولين الافصاح عن فعل عقلوه فوجب ان يكون هو المقصود بالقول الاخر وهو الفعل المعقول الذي هو الترك (فصل) واعلم ان الفاعل المحدث لا يخلو من اخذ أو ترك وهما فعلان متضادان فهو لا يعرب من الافعال في تعاقب الاضداد ولا يقال ان الله سبحانه لا يخلو من اخذ أو ترك لانه يصح ان يخلو من الافعال وليس هو بمحل للاعراض ولا لتعاقب الاضداد والترك في الحقيقة يختص بالمحدثين ولا يوصف الله تعالى به إلا على المجاز والاتساع ولا يصح ان يقال ان لم يزل تاركا في الحقيقة لأن ذلك يوجب انه لم يزل خاليا من الا فعال والقول الصحيح انه كان قبل خلقه ليس بفاعل ولا تارك متقدما لجميع الافعال فافهم ما ذكرناه (فصل) مما ورد في ذكر الظلم روى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام انه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله اوحى الله تعالى الى نبي من انبيائه ابن آدم اذكرني عند غضبك اذكرك عند غضبي فلا امحقك فيمن امحق فإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك فإن انتصاري خير من انتصارك لنفسك واعلم ان الخلق الحسن يذيب السيئة كما تذيب الشمس الجليد وان الخلق السئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل وروي عن رسول الله صلى الله عليه واله انه قال من ولي شيئا من امور امتي فحسنت سريرته لهم رزقه الله تعالى الهيبة في قلوبهم ومن بسط كفه لهم بالمعروف رزق المحبة منهم ومن كف يده عن اموالهم وقى الله عزوجل ماله ومن اخذ للمظلوم من الظالم كان معي في الجنة مصاحبا ومن كثر عفوه مد في عمره ومن عم عدله نصر على عدوه ومن خرج من ذل المعصية الى عز الطاعة آنسه الله عزوجل بغير انيس واعانه بغير مال
--- [ 57 ]
Halaman 56