301

فيه واوجب على من به نهضه ان يلتمسه ويسارع إليه وهذا لازم في وقت رسول الله صلى الله عليه واله وبعده ولا يصح ان يتخصص به زمان دون غيره لأن التكليف قائم لازم والشرع شامل دائم وقد علمنا ومن خالفنا ان النافرين للتفقه في الدين ايام النبي صلى الله عليه واله كانوا إذا وردوا عليه ارشدهم الى الحق بعينه وهداهم الى قول واحد من شرعه ودينه فرجعوا الى قومهم متفقين وعلى شئ واحد مجتمعين لا يختلفون في تأويل آية ولا في حكم فريضة حلالهم واحد وحرامهم واحد وعلمهم واحد ودينهم واحد فثبتت بهم الحجة ويتضح للمسترشدين المحجة وينال الطالب بغيته ويدرك المستفيد فائدته والناس بعد رسول الله صلى الله عليه واله مكلفون من شرعه بما كلفه من كان في وقته فوجب في عدل الله وحكمته وفضله ورحمته ان يزيح علل بريته ويقيم لهم في كل زمان عالما امينا حافظا مامونا لا تختلف اقواله ولا يتضاد افعاله وتثق النفوس بكماله ومعرفته وتسكن الى طهارته وعصمته ليكون النفير إليه والتعويل في الهداية عليه ولو لا ذلك لكان الله تعالى قد أمر بالنفير الى المختلفين وسؤل المتباينين المتضادين والتعويل على المرجحين الظانين الذين يحار بينهم المستجير ويضل المسترشد ويشك الضعيف وهذا عنت في التكليف تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا (سؤال) في الغيبة يتعلق بما ذكرناه ان قال قائل إذا كانت علل المكلفين في الشريعة لا تنزاح إلا بحافظ للاحكام ينصب لهم مميز بالعصمة والكمال منهم يقصده المسترشدون ويعول على قوله السائلون وكان الامام عليه السلام اليوم على قولكم غائبا لا يوصل إليه ومستترا عن الامة لا يقدر عليه فعلل المكلفين اذن غير مزاحه في الشرع ووجود الحافظ لم يغن لكونه بحيث لا يقدر عليه الخلق فالى من حينئذ يفزع الراغبون ومن يقصد الطالبون وعلى قول من يعول السائلون ومن الذي ينفر إليه المسترشدون (الجواب) قلنا ان الله سبحانه قد ازاح علل المكلفين في هذا العصر كما ازاح علل الامم السابقة من قبل الذين بعث فيهم انبياءه فكذبوهم واخافوهم وشردوهم وظفروا بكثير منهم فقتلوهم ولم يرسلهم الله تعالى إليهم إلا ليقيموا احكامه بينهم وينفذ اوامره فيهم ويعلموا جاهلهم وينبهوا غافلهم ويجيبوا سائلهم وينفر إليهم الراغب ويقتبس منهم الطالب فحال بينهم وذلك الظالمون ومنعهم مما بعثوا له الافكون وقطعوهم عن الابلاغ وحرموا انفسهم الهداية منهم والانذار فكانوا في قتلهم انبيائهم

--- [ 302 ]

Halaman 301