Kanz Fawaid
كنزالفوائد
شاهدة بان الاشياء التي يقع عليها العدد ويشملها الوجود ويختص كل منها بدليل لا يكون الا غيارا بعضها سوى بعض وقد قال لهم أهل العدل إذا كانت لله تعالى صفات قديمة وليست غيره بقولها انها أو هي هو فإن العقل يقضى بانه لا بد لكم في اثباتكم لها من أحد هذه الثلاثة الاقسام قالت المجبرة كل واحد من هذه الثلاثة الاقسام قد ثبت الدليل على بطلانه فلا سبيل الى قوله ولكنا نقول ليست الصفات عين الموصوف ولا غيره ولا بعضه فقال لهم أهل العدل وقد هربتم من ان تقولوا باحد هذه الاقسام لبطلانه وصرتم الى ادعاء ما لا يتصور العقول صحته بل يشهد بفساده وبطلانه فاخبرونا ما الفرق بينكم في قولكم ان صفاته لا هي هو ولا غيره ولا بعضه قالت المجبرة هذا القول مناقضة حالت العدلية وقولكم في التناقض مثله وأي شئ اردتموه في ابطال ما عارضناكم به فقولكم يبطل بمثله وقد قالت المجبرة ايضا في نصرة مذهبها انا لم نر عالما إلا وله علم ولا قادرا إلا وله قدرة فلما كان الله عالما قادرا وجب ان يكون له علم وقدرة قال لها أهل العدل انكم إنما عولتم في ذلك على الشاهد فقولوا ان علم الله تعالى غيره وكذلك قدرته غيره لانكم لم تروا في الشاهد عالما قادرا إلا وهذا حكمه وقولوا ايضا ان علم الله تعالى محدث وكذلك قدرته وجميع صفاته لانكم لم تروا ذا صفات إلا وصفاته محدثة فاحتالوا في الخلاص مما لزمكم على سنن قياسكم (بيان صفات الافعال) اعلم ان صفة الفعل هي كل صفة داخلة في باب المضاف ومعنى ذلك ان يكون يقتضى وجود غير الموصوف كقولنا اله ورب ومالك وفاعل وجواد ورازق وراحم ومتكلم وصادق ونحو ذلك لانا قد بينا ان الاله والها والوالد لا يكون إلا موجودا والرب يقتضى مربوبا ولا يرب المعدوم وانما يصح ذلك بعد وجوده وكذلك مالك يقتضى وجود المملوك لانه لا يقال قد ملك المعدوم وفاعل صفة لا شبهة في انها لا تصح إذا وجد المفعول نعوذ بالله من القول بان القديم لم يزل فاعلا لأن ذلك يقتضى انه لم يتقدم افعاله فيصير الفاعل قديما وجميع صفات الافعال جارية هذا المجرى لمن تأملها الا ترى لو قلنا انه جواد فيما لم يزل اقتضى ذلك فعله للجود فيما لم يزل ووجود من يجود عليه ايضا فيما لم يزل وكذلك لو قولنا رازق
--- [ 24 ]
Halaman 23