أنبائهم بحكم أنّنى لم أترك فى هذا المجموع المطبوع تقصيرا مخلّ، ولا أسهبت وأطنيت تطويلا مملّ، وليس الاعتماد فى هذا كلّه إلاّ على حسن فطرة القارئ، الذى ذهنه أرقّ من الماء الجارى، فإذا حسن من القارئ البراعة، وأصغى السامع وأخلى قلبه لسماعه، لذّت هنالك المحاضرة، وعلم هنالك أنّه كتاب لا يقاس بالمناظرة.
ثم إنّ العبد قد اقترح فى تأليفه اقتراحا أظن أننى لم أسبق إليه، يظهر صحّة الدعوى لكل واقف عليه وذلك أننى خصصت كلّ جزء من أجزائه التسع بدولة من الدول، وما فى ضمنها من الدول (١١) المنقطعة وملوكها أرباب الخول، وجعلت أجزاءه مقسومة على هذه الأفلاك التسع، لعلوّ قدرها ولما خصّوا به من النفع، وأسماءهم:
الأول: نزهة البشر، من قسمة فلك القمر، المسمّى: بالدرّة العليا فى أخبار بدء الدنيا.
الثانى: علّة الوارد من نسمة عطارد، المسمّى: الدرة اليتيمة فى أخبار الأمم القديمة.
الثالث: المشرف بالقدرة، من قسمة فلك الزهرة، المسمّى: الدر الثمين فى أخبار سيّد المرسلين والخلفاء الراشدين
الرابع: بغية النفس من قسمة فلك الشمس، المسمّى: الدرّة السميّة فى أخبار الدولة الأمويّة.
الخامس: الذى كلّ سمع له نسيخ، من قسمة فلك المرّيخ، المسمّى: الدرّة السنيّة فى أخبار الدولة العبّاسيّة
السادس: الفائق صحاح الجوهرى، من قسمة فلك المشترى، المسمّى: الدرّة
1 / 10