171

من القدحان اكثر من عدد نجوم السماء، يوجد ريحه من مسيرة الف عام، قدحانه من الذهب والفضة وألوان الجوهر، يفوح في وجه الشارب منه كل فائحة حتى يقول الشارب منه: يا ليتني تركت هاهنا لا ابغي بهذا بدلا ولا عنه تحويلا. أما انك يا كردين ممن تروي منه، وما من عين بكت لنا الا نعمت بالنظر الى الكوثر وسقيت (1) منه من أحبنا، وان الشارب منه ليعطي من اللذة والطعم والشهوة له اكثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا، وان على الكوثر امير المؤمنين (عليه السلام) وفي يده عصا من عوسج يحطم بها اعدأنا، فيقول الرحل منهم: اني اشهد الشهادتين، فيقول: انطلق الى امامك فلان فاسأله ان يشفع لك، فيقول: يتبرأ مني امامي الذي تذكره، فيقول: ارجع الى ورائك فقل للذي كنت تتولاه وتقدمه على الخلق فاسأله إذا كان خير الخلق عندك ان يشفع لك، فان خير الخلق حقيق ان لا يرد إذا شفع (2)، فيقول: اني اهلك عطشا، فيقول له: زادك الله ظمأ، وزادك الله عطشا. قلت: جعلت فداك وكيف يقدر على الدنو من الحوض ولم يقدر عليه غيره، فقال: ورع عن اشياء قبيحة وكف عن شتمنا اهل البيت إذا ذكرنا، وترك اشياء اجترى عليها غيره، وليس ذلك لحبنا ولا لهوى منه لنا، ولكن ذلك لشدة اجتهاده في عبادته وتدينه ولما قد شغل نفسه

---

1 - اسناد السقي إليها مجازي لسببيتها لذلك. 2 - خير الخلق من يشفع (خ ل).

--- [ 206 ]

Halaman 205