Kamil Munir
الكامل المنير(المقدمة + الجزء الأول)
Genre-genre
قد وضعه الله عن بعض خلقه، ولم يضعه عن بعض، ونجد طاعة ولي
الأمر ومودة ذوي القربى لم يضعهما الله عن أحد من خلقه.
[الدليل على عدم اعتبار الصلاة عمودا للدين]:
فإن سألوك على ذلك دليلا، فسلهم عن الصلاة التي زعموا أنها عمود الدين(1): أليس قد يؤخرها العبد عن وقتها عمدا وغير عمد، وتسقط عن المسافر منها ركعتان ما كان مسافرا أبدا، وعن المريض إذا كان لا يعقل ولم يدر كم فاته من صلاته لا قضاء عليه، وعن الحائض ما كانت في حيضها فقد سقط الفرض عنها فلا صلاة عليها؟
ولا قضاء على المسافر؛ لأنه قد سقط عنه بعض الفرض؟
ولم تسقط طاعة ولي الأمر ولا مودة ذوي القربى عن أحد من هؤلاء.
وتسقط عن الخائف من الصلاة ما وجب على الآمن؛ لأن صلاة الآمن أربع ركعات، وصلاة الخائف ركعتان يصلي الإمام وتقوم طائفة من خلفهم، فإذا سجدوا كانت الآخرة من ورائهم كما قال الله عز وجل(2).
[وصلاة](3) الخائف بخلاف صلاة المسايفة، صلاة المسايفة يسقط عنهم فيها القيام، والركوع، والسجود، والقعود؛ إنما هي تكبير وتهليل.
هذه الصلاة كلها قد وضعها الله عز وجل عن أهلها ما كانوا على حالاتهم هذه.
ولم يضع الله عز وجل طاعة ولي الأمر ولا مودة ذوي القربى عن أحد من هؤلاء، ولا من غيرهم من الخلق كانوا على هذه الحالة، أو على غيرها.
Halaman 95