Kamil Munir
الكامل المنير(المقدمة + الجزء الأول)
Genre-genre
ولو أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - كما قالوا - ثم قهر ومنع حقه لكانت بيعة أبي بكر وعمر كفرا وضلالا(1)؛ لأن من ترك وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعدى أمره كفر، وقد كذب أمره من قال بذلك؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يوص أحدا بالإمامة غير أنه أمر أبا بكر أن يؤم الناس في مرضه، فلما توفي أجمع الناس على بيعته، ورضوا به، وعلي راض بذلك فبايع [معهم](2) راض غير كاره.
ولو أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - كما قالوا - لما حل أن تترك وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما قدر أبو بكر وعمر أن يمنعاه وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأنه كان أشرف منهما بيتا، وأشجع منهما، وأكثر عشيرة، لأن بني هاشم كانوا أقوى من تيم وعدي.
وعلي أيضا أحد الستة الذين صير عمر في الشورى أن يختاروا أفضلهم في أنفسهم للإمامة، فاختاروا عثمان جميعا فبايعوا له وعلي راض فبايع، وهذا شيء قد أجمعت الأمة عليه، واتسقت الأخبار فيه، واتفقت وتكاملت.
فيا سبحان الله العظيم!! ما أعظم فرية الشيعة وأجرأهم على الله، وقد قاتل علي حين بايع له الناس بعد عثمان كل من نقض عليه بيعته وخالفه مثل طلحة، والزبير، ومعاوية(3)؛ حتى قتل بينهم ما لا يحصيه إلا الله، فيكف وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تضيع وتترك؟! هذا ما لا يقبله القلب.
Halaman 67