Berapa Usia Kemarahan?
كم عمر الغضب؟: هيكل وأزمة العقل العربي
Genre-genre
11
ورغم محاولة الترضية الواضحة، فإن هذا الاقتباس يهمنا في أمرين:
الأول:
هو وجود تلميح إلى موقف جديد من أمريكا تعرض هيكل بسببه للوم من بعض الجهات، وإن كان هيكل لا يزال يؤكد، حتى ذلك الحين، أن كل شيء على ما هو عليه.
والثاني:
هو وصف هيكل للسادات في عام 1971م بأنه صديق للسوفييت في النضال؛ نفس السادات الذي عرض علينا هيكل في «خريف الغضب» تفاصيل عن ماضيه مع أجهزة المخابرات المختلفة المتصلة بالأمريكيين اتصالا مباشرا أو غير مباشر.
ثم تزداد التلميحات وضوحا بالتدريج، مع الاحتفاظ بالموقف القديم (مؤقتا)، فهو في هذه المرحلة لا يزال يؤكد أن «الهدف الأكبر الذي تسعى إليه إسرائيل والولايات المتحدة هو إخراج العامل السوفييتي كله تأثيرا وتواجدا في أزمة الشرق الأوسط؛ لأن هذا العامل هو أهم القوى الضاغطة، وإذا لم ندرك ذلك، وإذا لم نعمل على مواجهته؛ إذن فنحن نقدم للعدو مطلبه على طبق من فضة.»
12
ومع ذلك فإن في المقال نفسه إشارات واضحة إلى أن من الممكن أن يتوقف إمداد أمريكا لإسرائيل بالسلاح، لو أن العرب لعبوا لعبة التوازنات والحسابات، والعقبة الرئيسية في وجه هذه الخطوة، من وجهة نظر أمريكا، هي التواجد السوفييتي، وهكذا ننتقل إلى موقف جديد، فبعد أن كان الموقف السابق هو: لا أمل في أمريكا، أصبح الآن: هناك أمل، بشرط أن نعرف قواعد اللعبة.
وفي الوقت ذاته كانت فكرة «تحييد أمريكا» قد بدأت تظهر في كتابات هيكل منذ أوائل عام 1971م، أي بعد حوالي أربعة أشهر من تولي السادات السلطة، فهو يتحدث - في فبراير من هذا العام - عن ضرورة الاقتداء بإسرائيل في تحقيق أهدافها خطوة خطوة، بحيث يكون هدفنا الحالي هو إزالة آثار العدوان، ثم يعلق على ذلك بقوله: «ومن المحتمل أيضا، وبجهد متواصل وعاقل، أن الولايات المتحدة يمكن تحييدها بشكل ما ولو جزئيا أثناء تحقيقه، وإن كان ذلك متداخلا في أوضاع وظروف قد تقتضي شرحا أوسع.»
Halaman tidak diketahui