Berapa Usia Kemarahan?
كم عمر الغضب؟: هيكل وأزمة العقل العربي
Genre-genre
أما استراحة القناطر، التي صارت فيما بعد، مع غيرها من الاستراحات، نموذجا للترف الذي يتمتع به السادات على حساب الشعب، فقد قال عنها هيكل: «كنت على موعد مع الرئيس السادات في استراحة القناطر التي يفضل الإقامة فيها كلما استطاع؛ لأنها تجعله بقرب الريف الذي يعتبره مصر الأصيلة ومصر الحقيقية.»
7
إن هذه الاقتباسات تغني عن كل تعليق، وحسبنا أن نقول إن الصفات المعنوية والأخلاقية للشخص الواحد لا يمكن أن تتغير في مرحلة واحدة من حياته، ولكننا عند هيكل نجد أنفسنا إزاء ساداتين لا سادات واحد: أحدهما كان بطلا عندما كان هيكل راضيا عنه وشريكا له، والآخر كان منحرفا عندما حل «خريف الغضب»، ويظل السؤال الأهم ، بعد هذا كله، هو: إذا كان لدينا «ساداتان»، فكم هيكل هناك؟
في الحديث السابق كله كانت هناك إشارات كثيرة إلى الصراع بين جناحين في ظل عبد الناصر، والأمر اللافت للنظر هو أن كلا الجناحين كان يؤكد أنه هو الذي يمثل تراث عبد الناصر على حقيقته، ولما كان هيكل قد انتمى، بقلبه وقالبه، إلى الجناح الساداتي في تلك الفترة، فقد كان من المحتم أن يؤكد، في كتاباته، أن السادات وريث الناصرية الأصيلة، وأنه هو الذي يعبر عن مبادئها خير تعبير.
فهو يقول عن حركة التصحيح: «إننا لسنا أمام بداية جديدة، وإنما نحن على طريق الاستمرار، وإلا وجدنا أنفسنا نقع في شرك ينصبه أعداء الثورة السياسية والثورة الاجتماعية.»
8
ويكتب هيكل عن حوار دار بينه وبين السادات حول الناصرية فيقول: «قال أنور السادات بالأمانة كلها: إنني لا أرى طريقا آخر غير طريق عبد الناصر.»
9
ويدافع هيكل عن ناصرية السادات الأصيلة فيقول: «عبد الناصر والناصرية لا يمكن رؤيتهما من خلال ثلاثة أو أربعة أساءوا إليه وإليها وإلى أنفسهم، وإنما يرى وترى من خلال كثيرين أحسنوا، أنور السادات كان هو الذي اختاره واستخلفه من بعده، ومع أنور السادات مئات من المعاونين والمساعدين يقودون العمل المصري في كل الميادين.»
10
Halaman tidak diketahui