أمره وشأنه، وتنسبه إليه وإلى حسبه وصناعته، وتذكر فيه بعثته إلى بلاد الهند في حاجتنا؛ وما أفدنا على يديه من هنالك؛ وشرفنا به وفضلنا على غيرنا؛ وكيف كان حال بروزيه وقدومه من بلاد الهند؛ فقل ما تقدر عليه من التقريظ والإطناب في مدحه، وبالغ في ذلك أفضل المبالغة واجتهد في ذلك اجتهادًا يسر بروزيه وأهل المملكة.
وإن بروزيه أهل لذلك مني ومن جميع أهل المملكة ومنك أيضًا: لمحبتك للعلوم. واجهد أن يكون غرض هذا الكتاب الذي ينسب إلى بروزيه أفضل من أغراض تلك الأبواب عند الخاص والعام، وأشد مشاكلةً لحال هذا العلم: فإنك أسعد الناس كلهم بذلك: لانفرادك بهذا الكتاب، واجعله أول الأبواب. فإذا أنت عملته ووضعته في موضعه فأعلمني لأجمع أهل المملكة وتقرأه عليهم، فيظهر فضلك واجتهادك في محبتنا؛ فيكون لك بذلك فخر. فلما سمع بزرجمهر مقالة الملك خر له ساجدًا، وقال: أدام الله لك أيها الملك البقاء، وبلغك أفضل منازل الصالحين في الآخرة والأولى؛ لقد شرفتني بذلك شرفًا باقيًا إلى الأبد. ثم خرج بزرجمهر من
1 / 56