Kaff Ricac
كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع
Penyiasat
عبد الحميد الأزهري
Nombor Edisi
الاولى
Genre-genre
Fiqh Shafie
ماتَ (١)، فكانت تلك الكلمة الخبيثة هي خاتمةَ نُطقِه بدل الكلمة الطيِّبة التي هي: لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ التي وعد ﷺ: «مَن كانت آخِرُ كلامِه بأنَّه يدخل الجنَّةَ» (٢) مع الناجين الفائزين السابقين.
(تَنْبِيه) إنْ قلت: هذه الأحاديث كلها [فيها] أعدَل شاهد وأظهَر مستند لما قاله أكثر العلماء أنَّ اللعب بالشِّطرَنج حرام مطلقًا وإن لم يقترن به شيء ممَّا مرَّ فما دليل القائلين بالحل؟ قلت: قال الحفَّاظ: إنَّ جميع تلك الأحاديث ليس فيها حديثٌ صحيحٌ ولا حسن، بل أقلها ضعيف وأكثرها منكر ساقط؛ ومن ثَمَّ قال الحافظ المنذري: وقد ورد ذكر الشِّطرَنج فِي أحاديث لا أعلم لشيء منها إسنادًا صحيحًا ولا حسنًا (٣).
وقال شيخ الإسلام أبو الفضل العسقلاني: لا يَثبُت فِي الشِّطرَنج عن النبيِّ ﷺ شيءٌ، وقال تلميذه الحافظ السخاوي بعد ذِكره تلك الأحاديثَ والكلام على كلِّ واحدٍ منها بما يعلم منه أنَّه منكر ساقط - وهو الأكثر فيها - أو ضعيف: ليس فِي هذا الباب حديث صحيح، بل ولا حسن، فإنْ قلت: جاء عن عشرةٍ من الصحابة أنهم كرهوه وذموه كما مرَّ بعض ذلك، قلت: أكثر هؤلاء لم يصحَّ عنه ما نُقِلَ عنه وهم: عُقبة بن عامِرٍ، بل ما روي: لأَنْ أعبد وثنًا من دُون الله أَحَبُّ إلَيَّ من أنْ ألعَبَ
_________
(١) أخرجه ابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (٢٣٨، ٢٤٥).
(٢) أخرجه أبو داود (٣١١٦)، والبزار (٢٦٢٦)، والطبراني في "الكبير" (٢٠/ ١١٢)، والبيهقي في "الشعب" (١/ ١٠٨ رقم ٩٤)، وابن منده في "الإيمان" (١/ ٢٤٨)، وصحَّحه الحاكم (١/ ٥٠٣ رقم ١٢٩٩) من حديث مُعاذ بن جبل ﵁ بلفظ: «مَن كان آخِر كلامه لا إله إلا الله دخَل الجنة»، قال ابن حجر في "تلخيص الحبير" (٢/ ٢١٠) أعلَّه ابن القطان بصالح بن أبي عريب، وأنَّه لا يعرف، وتعقب بأنَّه روَى عنه جماعةٌ، وذكَرَه ابن حبان في "الثقات"، والحديث عند مسلم (٢٦) من حديث عثمان ﵁ بلفظ: «مَن مات وهو يعلَمُ أن لا إله إلا الله دخل الجنة».
(٣) "الترغيب والترهيب" (٤/ ٢٤).
1 / 168