Jurisprudential Provisions of Waqf

Group of Authors d. Unknown
67

Jurisprudential Provisions of Waqf

مدونة أحكام الوقف الفقهية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٧ م

Genre-genre

ونافست النساء الأيوبيات الرجال في أعمال البر والإحسان؛ مما أثار إعجاب الرحالة الذين زاروا دمشق في العصر الأيوبي، يقول ابن جبير: "ومن النساء الخواتين ذوات الأقدار تأمر ببناء مسجد أو رباط أو مدرسة، وتنفق فيها الأموال الواسعة، وتعين لها من مالها الأوقاف" (^١). ومن أبرز النساء اللواتي خلدن ذكرهن ببناء المدارس ودعم المسيرة العلمية في المرحلة الأيوبية؛ "الست حظ الخير خاتون" (ت ٥٧٨ هـ/١١٨٢ م)؛ زوجة شاهنشاه بن أيوب أخي صلاح الدين، التي وقفت "المدرسة الفرخشاهية" على أصحاب المذهب الحنفي في دمشق (^٢)، أما "المدرسة العذراوية" في دمشق فقد وقفتها "الست العذراء" بنت نور الدولة شاهنشاه بن أيوب أخي صلاح الدين وقفتها على الشافعية (^٣)، واشترطت "السيدة خطبلسي خاتون" بنت الأمير كوكجا أن لا يدرِّس في "المدرسة القصاعية" التي وقفتها في دمشق عام ٥٩٣ هـ/١١٩٧ م إلا أعلم الحنفية (^٤)، ووقفت "ربيعة خاتون" بنت نجم الدين أيوب "المدرسة الصاحبية" على المذهب الحنبلي (^٥)، ووقفت "زهرة خاتون" بنت السلطان العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب عام ٦٠٩ هـ /١٢١٣ م "المدرسة العادلية الصغرى" في دمشق (^٦)، وبَنَت "زمرد خاتون" (ت ٥٥٧ هـ/ ١١٩٢ م) "المسجد الكبير" في صنعاء (^٧). وهكذا شهد الوقف في العصر الأيوبي نهضة شاملة، بفضل دعم سلاطين وأمراء الدولة الأيوبية وعلى رأسهم صلاح الدين الأيوبي، كما أسهمت الأوقاف مساهمة فاعلة في إعادة الهوية العربية الإسلامية للمدن الشامية، وعلى رأسها القدس، بعد ما مسخ هويتها الاستعمار الصليبي، وقد واصلت هذه النهضة الوقفية مسيرتها في العصر المملوكي كما سنرى في الصفحات الآتية.

(^١) انظر: رحلة ابن جبير، ابن جبير، ٢٤٨. (^٢) انظر: الدارس في تاريخ المدارس، عبد القادر بن محمد النعيمي الدمشقي، ١/ ٥٦٩. (^٣) انظر: المرجع السابق، ١/ ٣٧٤، وأعلام النساء، عمر رضا كحالة، ٢/ ٤١. (^٤) انظر: الدارس في تاريخ المدارس، عبد القادر بن محمد النعيمي الدمشقي، ١/ ٥٦٥. (^٥) انظر: المرجع السابق، ٢/ ٨٠ - ٨١. (^٦) انظر: المرجع السابق، ١/ ٣٢١، وأعلام النساء، عمر رضا كحالة، ٣/ ٤١. (^٧) انظر: سير أعلام النبلاء، الذهبي، ٢٠/ ٢٧٦، والدارس في تاريخ المدارس، عبد القادر بن محمد النعيمي الدمشقي، ١/ ١١٤.

1 / 82