فقال بدير وقد عاد إليه ذهوله: تلميذتك؟ - أيوه، مش قلت لك إني حادي دروس خصوصية. - دروس خصوصية؟ - أيوه. - آه! دروس خصوصية! طيب يا أخي ، مش تقول م الصبح دروس خصوصية؟ أهلا وسهلا، شرفتي يا آنسة سميحة، أهلا وسهلا!
وسلم عليها، وفي الجو الذي ظل فترة تسوده علامات الاستفهام والتعجب قالت فوزية: الساعة كام؟
فقال حمزة: ثمانية.
فقالت وهي تلتقط حقيبتها: ياه، أنا اتأخرت قوي، سلام.
فوقف بدير كالمطعون قائلا: أبدا لسه بدري، دا احنا بدري قوي، تمانية ايه يا راجل دي ماتجيش سبعة وشوية، اقعدي والله، أسمعك مزيكة، عندي عربي وأفرنجي، تحبي ايه؟
فقالت فوزية وهي تعلق الحقيبة في كتفها: معلش والله، سلام.
ويبدو أن اللهجة الفاترة التي نطقت بها جملتها حسمت كل شيء.
وسار الاثنان حتى الباب الخارجي يودعانها، وابتسم بدير وهو يغلق الباب وراءها ابتسامة واسعة ذات معان، ثم لكز حمزة قائلا: بقى بتدي دروس؟ في ايه يا ترى؟
وابتسم حمزة ابتسامة أخرى ذات معان وقد سره أن يفهم بدير المسألة على هذا الوضع، وعاد بدير يقول: بقى دروس، يا نمس!
وعاد حمزة يبتسم وهو يقول قاصدا أن يفهم بدير من قوله أنه يحاول تغيير مجرى الحديث: الأخبار ايه! - إلا عرفتها ازاي دي يا واد؟ - يا جدع سيبنا من الحكاية دي، الأخبار ايه صحيح؟ - بيقولوا مفاوضات، بقى دي تلميذتك يا دبور؟ - مفاوضات! ازاي؟ - رئيس الوزارة طلب مقابلة السفير الانجليزي. - سمعت الخبر ده فين؟ - من واحد صديقي صحفي، بقى دروس؟ دا كمان لقيته مكتوب في الزمان. - فين؟ - أهه.
Halaman tidak diketahui